منصة الصباح

حـديـث الثـلاثـاء

بقلم /مفتاح قناو

سميتانا والقصيد السيمفوني
عندما حاولت أن اكتب عن أعمال الموسيقار التشيكي المميز بدرجيخ سميتانا ، كانت الحيرة في الاختيار بين أن اكتب عن أوبراه المعروفة “العروس المباعة” والتي وضعها عن قصة للكاتب التشيكي كارل سابينا، أو أن اكتب عن تجاربه وأعماله الموسيقية المميزة أيضا فيما عرف بالقصيد السيمفوني .
فضلت أن اكتب عن “القصيد السيمفوني” حتى يأخذ القارئ الكريم فكرة عن أسلوب مهم في التأليف الموسيقي يعرف بالقصيد السيمفوني وهذا يقودنا في البداية لتعريف القصيد السيمفوني ما هو ؟
القصيد السيمفوني “هو قطعة موسيقية تصور وتجسد في الغالب حركة درامية يتحدد شكلها وفقا لنوع هذه الدراما”
ويرجع أصل القصيد السيمفوني إلى المقطوعات الموسيقية الوصفية القديمة التي كانت تصف أسطورة معينة أو موضوعاً أدبيا متكاملاً دون الاستعانة بالكلام المكتوب .
كما أن الكثير من النقاد يعتبرون القصيد السيمفوني عمل فني أدبي متكامل يقوم فيه الموسيقار بالتعبير عن القصة الشعرية أو الأسطورة أو الحكاية بألحان توحي للمتلقي بأحداث ومواقف وتفصيلات هذه القصة أو الأسطورة وحركة أشخاصها وتتابعها الدرامي من البداية حتى الوصول إلى نقطة النهاية عبر خط درامي واضح ومفهوم مع براعة المؤلف في اختيار المواضيع التي تتوفر فيها القواعد التي تجمع بين الألفاظ الشعرية والتعابير اللحنية .
لكننا سنعرج في البداية لحياة الموسيقار بدرجيخ سميتانا للتعريف به فنقول انه قد ولد عام 1824بمدينة “ليتوميشيل” وهي مدينة صغيرة تقع جنوب شرق العاصمة براغ ’ كان والده من محبي الموسيقى , فدفع ابنه بهذا الاتجاه حيث أصبح في بداية شبابه عازفاً ماهراً على آلة البيانو ’ وعندما أكمل دراسته الثانوية , رغب والده في أن يتجه بدراسته إلى الطب وان يدرس علم التشريح , إلا أن سيميتانا الابن كانت له رغبة ملحة في دراسة الموسيقى، حيث التحق بمعهد الموسيقى بمدينة براغ وفي الثالثة والعشرين من عمره أصبح موسيقيا محترفا يتحرك بين المدن لإحياء الحفلات ويكسب بذلك أموالا جعلته يفكر في فتح مدرسة لتعليم الموسيقى في العاصمة براغ .
كانت توجهات سميتانا الوطنية والقومية واضحة مند البداية خصوصاً انه قد عاش في فترة احتلال الإمبراطورية النمساوية للأراضي التشيكية وقد انعكس ذلك على أعماله الإبداعية حيث كان في مواجهة دائمة مع سلطات الاحتلال النمساوي لبلاده مما اضطره للرحيل إلى السويد حيث عرض عليه أن يكون مديرا للجمعية الفلوهرمونية هذا العرض الذي رحب به وقبله وأقام بسببه في السويد لمدة أربعة سنوات هربا من ضغط الاستعمار النمساوي .
يتبع

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …