منصة الصباح
هاشم شليق

حظر السفر وتذكرة العودة

هاشم شليق 

تشكل الحوادث الأمنية في الولايات المتحدة كل سنة مخاوف مستمرة بشأن السلامة العامة والعنف المُستهدف..

مثلما حدث حتى منتصف هذا العام كأمثلة لا للحصر من هجوم على تجمع تظاهرة راجلة..وكذلك التعرض لموظفي سفارة..واعتداءات قرب محطات المترو..وإطلاق نار في مدرستين ثانويتين..وقبلها داخل حرم جامعي..واحتجاز رهائن في مستشفى..

مما قاد الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار أمر تنفيذي جديد يحظر على مواطني 12 دولة من بينها ليبيا دخول الولايات المتحدة..وتبرر الإدارة الأمريكية حظر السفر بأنه إجراء أمني وطني مشيرة إلى مخاوفها من قصور أنظمة التحقق من الهوية والتهديدات المحتملة من الرعايا الأجانب..

رغم ان التجاوزات الأمنية ليس بالفصل أن يكون ورائها مغتربين..فها هي كل الدول تستوعب دفع الناس بعضهم لبعض..وإن وجدت محاولات صد غربي للهجرة إلى الشمال فورائها صعود اليمين المتطرف ليس إلا..

وبمقارنة بين بلادنا وباقي قائمة الدول المحظورة من حيث الفرص المتاحة لتحقيق الإستقرار وخطوات الأمل المتخذة لبسط الأمن والسلام فسوف لن نجد أوجه تشابه في المعطيات المتوفرة..

فنحن نسبقهم بخطوات عملية نحو استبدال تدريجي ليحل النظام الملموس مكان الفوضى المنحسرة..في حين أن باقي القائمة تسير خطوة للأمام وترجع خطوتين..وهناك فرق بين زوبعة أمنية داخل فنجان وعاصفة تأكل الأخضر واليابس..

لذا فإن هكذا حظر يعيق التنمية ويعد سباحة عكس تيار جهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا..بل للدولة الليبية الأولوية ووجوب فرض حظر دخول من الحدود الجنوبية لو توفرت المقومات وبمساعدة الدول والمنظمات أمام تنامي ظاهرة

ملايين النازحين في إفريقيا في ظل تفاقم انعدام الأمن الغذائي بسبب تداعيات تغير المناخ ومحدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية والتعليم ناهيك عن الصراعات العرقية..

حيث أشارت تقارير إلى تصاعد الهجمات على القرى والمدارس والأسواق..بسبب عدم وجود اقتران للتدخلات العسكرية للدول الكبرى مع استثمارات في مجالات الحوكمة والبنية التحتية..

كما أن الولايات المتحدة نفسها تتعامل مع احتجاجات لمهاجرين غير شرعيين في نيوجيرسي بأساليب طالها النقد..لذا لا يجب أن يحرّم طرف ما على الغير ما يحلله لنفسه..نحن كنا ننتظر من أمريكا الصديقة خصوصا وغيرها عموما

معالجة تهميش دول الساحل والصحراء حيث تتفاقم أخطر ظاهرة وهي الإرهاب على طول شريط دول الساحل والصحراء..تلك الآفة التي استندت عليها الإدارة الأمريكية لدواع سياسية بحتة تتعلق بدعم الإحتلال الإسرائيلي من الباب الخلفي عند تمرير قرار الحظر..

لقدأثار إعادة فرض منع الدخول لإنتقادات شديدة من منظمات حقوق الإنسان والحكومات الأجنبية..ويجادل المنتقدون بأن هذه السياسة تمييزية وتُقوض القيم الأمريكية والعلاقات الدولية..

ومن المتوقع ظهور طعون قانونية ضد دستورية الحظر..وإلى ذلك الحين تعلم الدول الفاعلة في الملف الليبي أن ليبيا مهما قطعت من تذاكر ذهاب للتعامل مع الضغوط الجيوسياسية..وسط اتيان الرياح بما لا تشتهي أصالة وعراقة الوجود لبلادنا..فإنه في نهاية المطاف

كما تثبت حركة التاريخ الدائرية سوف يكون في المتناول يوما ما الدفع بتذكرة العودة فوق الطاولة..

شاهد أيضاً

د.علي المبروك أبوقرين

الأضحية بين الأمس واليوم

د.علي المبروك أبوقرين في أقل من مئة عام عاش أجدادنا وابائنا ونحن وابنائنا على أرض …