حسام الوحيشي
التاريخ الحديث لمصطلح الكومبرادور يقدمه كمقابل للقومي، فهو الذي لا يتبع الدول الإستعمارية و يرفض مشاريعها، و الرافض لمن ينفذ برامجها و لكن القومي أثناء مقاومته للقوى الغربية و صناعة محليته وقع في أسر القوى الشرقية بشكل او بآخر، ولم يحقق الإستقلال التام في كل المجالات كما كان يصبو، وفي الوقت التي كان يحاول فيه الانفصال الحضاري عن واشنطن سقط في ارتباط عضوي مع موسكو و مشتقاتها الفكرية.
لذلك لدي على الأقل فالمعادي للهوة الكومبرادورية ليس قوميا أبدا و سأدعو المناقض للإستلاب بالوطني لحين نحت بديل أفضل، لكي لا يستمر التعامل مع ركام الإتحاد السوفياتي السابق و كأنه جزء من الهوية الليبية، ليست الولايات المتحدة و مشتقاتها الذهنية هي الوحيدة التي تحاول صياغة العالم على طريقتها في كوكب من الدول تعكف كل الحكومات على مصالحها الخاصة حتى لو اعتبرها شركاؤها في المنظومة الدولية “مفاسدا” و الصدامات الناتجة عن هذا الصراع هي التي ترسم الجيوسياسة و طبقات الصداقة و التحالف و العداء و الخصومة، انتهت مرحلة إعتبار الكومبرادور الشرقي وطنيا و زميله الغربي عميلا، الكومبرادور الآن هو ذلك العامل لترسيخ أي مشروع للهيمنة، القائم باقصاء جزء من المجتمع المحلي لتنفيذ أهداف غير وطنية للسيطرة ، يلقي فيها منافع الفئة المحكومة إلى الجحيم و يحول ريعها إلى حسابه البنكي.
تعاني هذه الأمة من الكومبرادور القومي كما تعاني من الكومبرادور ذائع الصيت و قد اعتمد كلاهما على شقيقه لتبرير تواجده في السلطة و التمسك بها و عدم تداولها و تبرير استعمال القمع، و التنكيل بالشعوب و الفتك بالنخب الواعية و ليس تهميشها فقط.