استبعد فريق الإطفاء المالطي، الذي شارك في مهمة أوروبية للتحقيق في سلسلة الحرائق الغامضة التي اجتاحت مدينة الأصابعة الليبية، وجود أي غازات سامة أو مواد كيميائية أو بيولوجية خطيرة في المناطق المتضررة. وقد سلم الفريق نتائجه الأولية إلى السلطات الليبية لمواصلة التحقيقات، فيما ينتظر صدور التقرير الرسمي حول أسباب الحرائق خلال الأيام المقبلة.
وتأتي هذه النتائج بعد مهمة استغرقت خمسة أيام، شارك فيها خمسة من رجال الإطفاء المالطيين من إدارة الحماية المدنية، بدعم لوجستي من خبراء من إستونيا وفنلندا، وذلك للتحقيق في أكثر من 150 حريقًا سكنيًا اندلعت في المدينة الواقعة غربي ليبيا منذ شهر فبراير الماضي.
وقد قدم الاتحاد الأوروبي المساعدة من خلال آلية الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابعة له.
وخلال الأيام الخمسة الماضية، قام رجال الإطفاء بتحليل الوضع وتقديم نتائجهم الأولية إلى السلطات الليبية لمواصلة التحقيق. وأشار وزير الأمن المالطي، بايرون كاميليري، إلى أن إدارة الحماية المدنية تستخدم مواردها وخبراتها لمساعدة العائلات ليس فقط في مالطا، ولكن أيضًا في الدول الأجنبية، مؤكدًا على استمرار الاستثمار في العاملين في الأجهزة النظامية وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتقديم أفضل الخدمات للعائلات.

ومن جانبه، أعرب المدير العام لإدارة الحماية المدنية المالطية، بيتر بول كوليرو، عن شكره للمركز الوطني الليبي للطوارئ والأزمات وإدارة الكوارث على الدعم الذي قدموه خلال أداء مهامهم، مؤكدًا التزام رجال الإطفاء بتقديم الدعم اللازم لضمان سلامة العائلات المحتاجة.
وشهدت مدينة الأصابعة، التي تبعد حوالي 100 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس، حرائق متفرقة امتدت إلى أحياء متعددة، مما دفع العديد من السكان إلى إخلاء منازلهم خوفًا من اندلاع المزيد منها. وعلى إثر ذلك، بدأت السلطات الليبية تحقيقًا لتحديد الأسباب المحتملة لهذه الحرائق، آخذة في الاعتبار كافة الاحتمالات، بما في ذلك الأنشطة الإجرامية والعوامل البيئية والحوادث العرضية.
هذا وكشفت لجنة الأزمة المشكلة من المجلس البلدي للأصابعة في بيانها اليومي عن ارتفاع مقلق في عدد المنازل المتضررة. ففي يوم الجمعة الموافق 11 أبريل 2025، بلغ عدد المنازل التي تعرضت للاحتراق 12 منزلاً، من بينها 4 منازل اشتعلت فيها النيران للمرة الأولى. كما تم تسجيل حالة اختناق واحدة في صفوف العاملين بقسم السلامة الوطنية بالأصابعة، وتم نقله لتلقي العلاج في إحدى مصحات طرابلس بالتنسيق مع رئيس هيئة السلامة الوطنية.
وخلال يوم السبت (حتى الساعة)، ارتفع عدد المنازل المحترقة إلى 15 منزلاً، من بينها 6 منازل تشهد الحرائق للمرة الأولى.