يحيي_الجربي
دخل الإنسان العاقل سبات الدببة أول مرة في العصر الحديث، ودخلناه معهم رغم بعض المستهتيرين. ولكن، هل ينطبق علينا الحجر الصحي، أم فكر معدي؟
في بلدي، هجوم مسلح بالكاش على المحلات وابتلاع كل مايستطيع دفعه جيبك من هذا الكاش الذي كنت تملكه كل الوقت وتشتكي نقص السيولة في باقي الأوقات، لأنك لاتثق في المصارف.
و هجوم آخر مسلح بالكاش أيضا على محلات الأقراص الليزرية لشراء كل جديد من المسلسلات والأفلام، والبعض لايعلم ماذا يشترى، فأنشأ مجموعة فيسبوكية ليعرف أفضل الموجود من المسلسلات.
وفي زاوية مظلمة، لم يستطع النازح أن يدخل السبات، لأن الإيجار يتطلب منه الخروج ليسترزق وليصاب بالكورونا. أما صاحب المنزل، فيبكى بحرقة على منع الصلاة في المسجد بالتوازي مع منع أخواته حقهم في الميراث.
وفي زاوية يضع فيها الفكر الإقطاعي عرشه، ويجسّده مواطن ليبي على الرصيف، هذا المواطن أنفق كل الكاش على كل الأمور غير الضرورية ليدخل معركة الحجر الصحي، ولم ينفق دينار واحد على كتاب يقرأه خلال حظر التجوّل، لم يسأل أحد عن الكتاب، فهو ممل ولايفوّت الوقت الذي نشتري له ساعة بألف دولار نضعها في اليد اليمنى لكي لا نتشبه بالكفار ولكي لانتحرم أي موعد نحدده، وايضا لكي نذهب للعمل بعد الدوام ونعود للمنزل قبل نهايته. إن قيمتنا للوقت هي نكتة يمكن أن تقال في كل وقت.
ربما ننجو من الكورونا التي تصيب الرئة، ولكننا مصابون بفكر سطحي إقطاعي وكهنوتي أصاب عقولنا في المكان المميت.