مع دخول عام 2025، تعود قضية تفجير طائرة “بان آم” فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا عام 1988 إلى دائرة الضوء من خلال عملين دراميين جديدين.
الحادثة التي أودت بحياة 270 شخصاً أثرت بشكل عميق على العلاقات الدولية، ودفعت ليبيا ثمناً باهظاً نتيجة اتهامها بالمسؤولية عن التفجير، ما أدى إلى فرض عقوبات دولية استمرت سنوات طويلة وأثرت على اقتصادها وشعبها.
قناة سكاي أتلانتك تستعد لعرض مسلسل “لوكربي: بحث عن الحقيقة”، الذي يلعب فيه النجم البريطاني الحائز على جائزة الأوسكار، كولين فيرث، دوراً محورياً، ويركز المسلسل على إعادة بناء الحادث والبحث عن الإجابات المتعلقة به.
أما قناة بي بي سي وان، فقد بدأت الخميس الماضي عرض أولى حلقات مسلسلها بعنوان “لوكيربي”، وهو عمل درامي مشترك مع منصة نتفلكس. يركز المسلسل على تفاصيل التحقيق في الحادث، وكيف أثرت هذه الفاجعة على عائلات الضحايا، مع استعراض الجهود التي بُذلت لكشف الحقائق حول ما جرى.
إرث الحادثة وتداعياتها على ليبيا
تسببت الحادثة في عزل ليبيا دولياً بعد اتهامها بالتفجير، حيث فُرضت عليها عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية من الأمم المتحدة. استمرت هذه العزلة حتى عام 2003، عندما وافقت ليبيا على دفع تعويضات بلغت ملياري دولار لعائلات الضحايا، بالإضافة إلى إعلان مسؤوليتها عن الحادثة بشكل غير مباشر، دون اعتراف صريح بالذنب.
وعلى الرغم من هذه التداعيات، تم الاتفاق بين ليبيا والولايات المتحدة وبريطانيا على إغلاق ملف القضية نهائياً بعد دفع التعويضات ورفع العقوبات الدولية عنها، وهو ما فتح الباب أمام تحسين العلاقات الدبلوماسية وعودة ليبيا إلى المجتمع الدولي.
المسلسلان الجديدان يعيدان فتح الجروح القديمة، في وقت يأمل فيه العالم أن تكون هذه الأعمال الفنية نافذة لفهم أعمق لواحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في العصر الحديث، مع الإشارة إلى أن الملف القانوني قد تم طيه منذ سنوات.