منصة الصباح
هاشم شليق

جيب المواطن والسلم الأسري

محطة

هاشم شليق

يحدث أن عددا من الدول الإقليمية والجيوسياسية تتداخل مصالحها مع ليبيا وهدفها في النهاية العامل الإقتصادي يسبقه دافع الإستقرار الأمني أكثر منه خاتمة سياسية..يأتي ذلك في ظل اتجاه عصر علم الإقتصاد الحديث إلى عقد الصفقات..ولكي تستفيد الدولة الوطنية بأكبر قدر ممكن من دخل الإيرادات لابد لها من الإستناد على الحائط..وتشكل إفريقيا الجدار كونها العمق الإستراتيجي لبلادنا..مثلما الدولة الأوروبية مندمجة في إتحاد إقليمي..وغيرها اللاتينية في مجموعات أمريكية جنوبية..وأقصى الشرق في أحلاف آسيوية..ولابد للولايات المتحدة من العودة الشمالية مع كندا والمكسيك لكي تحقق مبدأ أمريكا

أولا..وفي هذا الخصوص انضمت ليبيا بعضوية كاملة إلى البنك الأفريقي للتصدير والإستيراد..مما يمثل خطوة مهمة نحو التغطية القارية الكاملة من خلال التجارة والاستثمارات..وهنا يجب التفاعل كذلك مع مجلس محافظي مجموعة البنك الإفريقي للتنمية الذي ساهم في مشاريع بنى تحتية منها إنشاء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في إفريقيا بالجبل الأصفر في مصر وأخرى في ليسوتو..وبناء جسر استراتيجي بين السنغال وغامبيا..وتوسعة ميناء لومي في التوغو..ومد الوصول إلى الكهرباء في كينيا..حيث الدول التي تساهم برأس مال معتبر تتمتع بتأثير أكبر في عمليات صنع القرار..

عموما الكل يبحث عن أقصر الطرق لكي يأخذ أكثر مما يعطي..والعالم يمر بتوقيت حرج فعلا والدول اليوم بدون مبالغة شبيهة بحشود سمعت بقدوم كارثة فتراها تتزاحم على جمع قدر المستطاع من السلع التموينية الموجودة على أرفف غيرها تحت شعار نفسي أولا ثم نفسي من أجل تصفير الدين العام..وهذا يقودنا إلى كون مربط فرس راحة المواطن المادية في عدم عيش أفراد الأسرة في مشاكل إجتماعية بسبب الديون المستحقة لشخص آخر..

تلك الراحة عند تحسس الجيب لو توفرت فسوف يلتفت للعمل الجاد صعودا من مهبط السلم العائلي إلى المجتمعي العام بدلا من مصارعة طواحين الهواء المستدعاة للقلق والتوتر والانقياد دون وعي إلى وضع العصي في دواليب التنمية..لذا لكي نراكم المنفعة داخل البلاد يوجد لدينا خبراء اقتصاد يملكون خبرات في المشورة فيما يتعلق بالمراحل الإقتصادية الدقيقة..فهم يتمتعون بتكوين أكاديمي عال وكتبوا دراسات معمّقة في الإقتصاد..إضافة إلى قدرتهم على تنفيذ برامج متقدمة في مجالات الإستثمار والقيادة وإدارة الأعمال..

وهنا المطلوب دعوة كل الإقتصاديين من كافة التراب الليبي للجلوس على طاولة واحدة بعيدا عن التجاذبات السياسية..فالحالي ملفات ثقيلة وسياقات معقدة وسوف نجد أنفسنا في مواجهة سلسلة أطول من التحديات الضاغطة..تأتي بها البيئة المالية الدولية الهشة وتصاعد النزاعات والتغير المناخي وأزمات الديون التي تُثقل كاهل كثير من الدول..صحيح إننا بلد نفط وغاز ومعادن لكن من المهم الإستفادة من باب التمويل الهادف لجني العوائد الإسثمارية طويلة المدى وليس النفقات المتسارعة من نافذة مسكنات قصيرة الأجل..المطلوب مثلا صفقة بين الدولة والمواطن بين الحقوق والواجبات..

كتناول كيفية انتظام المرتبات العامة وماهية المنح..وقد حان وقت تدخل كوماندوس القطاع الخاص..وإلى متى دعم الدولة الذي من المفترض ألا يكون من الألف إلى الياء من أجل الإدخار للأجيال القادمة..خاصة في ظل إعلان دول نيتها سحب مساهماتها المالية من الصناديق المخصصة لدعم الدول ذات الدخل المنخفض أو المتذبذب..ووسط تراجع بعض الشركاء الدوليين عن التزاماتهم المالية تجاه التجمعات القارية فمابالك من أجل الدول..وها هي الأمانة العامة للأمم المتحدة نفسها تعتزم خفض ميزانيتها بنسبة 20%..ونعود إلى البنك الأفريقي التنموي الذي يعد منصة مركزية لتمويل التنمية والبنية التحتية في القارة خاصة في مجالات الطاقة والمياه والزراعة والتحول الرقمي وأخيرا تمكين المرأة والشباب وهؤلاء هم بيت القصيد..

شاهد أيضاً

جمعة بوكليب

” شلبوخ” تاريخي

جمعة بوكليب حِقبةُ الذكاء الاصطناعي تمثل قفزة إنسانية هائلة إلى الأمام في عالم تقنية المعلومات. …