منصة الصباح
جمعة بوكليب

” شلبوخ” تاريخي

جمعة بوكليب

حِقبةُ الذكاء الاصطناعي تمثل قفزة إنسانية هائلة إلى الأمام في عالم تقنية المعلومات. التقنية الجديدة لم تجد ما تستحق من ترحيب يليق بها. هناك خوف واضح في مختلف الدوائر مما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي يمكنه آداء الكثير من الأعمال بكفاءة تفوق ما يستطيعه البشر. وهذا مبعث الخوف منه. الخوف طال القطاعات الحياتية المدنية والعسكرية والابداعية أيضًا. التقارير الاعلامية تقول إن إسرائيل لجأت إلى استخدامه في حربها الحالية ضد حركة حماس.

المشكلة أن التقنية الجديدة سلاح ذو حدين. إذ سرعان ما تحوّلت إلى وسيلة للخداع والتزييف بعد وقت قصير من ظهورها. وصارت تنسب إليها العديد من الجرائم والفضائح الاجتماعية مؤخرًا.

كلما حدثت جريمة أو فضيحة اجتماعية وظهرت للعيان، يبرز من يناطح نافيًا حدوثها، ومتهمًا الذكاء الاصطناعي. وما حدث في جريمة وفضيحة النائب البرلماني الليبي ابراهيم الدرسي ليس ببعيد. إذ أتهموا، ظلمًا وعدوانًا، الذكاء الاصطناعي للتغطية على الجريمة.

آخر الفضائح المشابهة حدثت يوم الأحد الماضي، حين كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة رسمية لفيتنام. في مطار العاصمة هانوي، فُتح باب الطائرة لنزول الرئيس وزوجه. وبدلاً من انتظار خروجهما معًا فوجيء الواقفون من الصحافيين والمصورين بزوج الرئيس وهي تهوي على وجهه بما يشبه الصفعة. وحين همَّ الاثنان بالخروج من الطائرة، قدم الرئيس ذراعه لزوجه كي تضع ذراعها حوله، رفضت الزوجة. الصورة ظهرت في وسائل الاعلام الدولية والفرنسية. لكن القصر الرئاسي الفرنسي بدلاً من تجاهل الموضوع كلية، أو الاعتراف بالحقيقة، لجأ إلى الانكار والنفي، والقوا باللوم على لجوء خصوم الرئيس إلى فبركة الصورة باستخدام الذكاء الاصطناعي!

وكما ظهرت الحقيقة، فيما بعد، في قضية النائب الدرسي، وتمت تبرئة الذكاء الاصطناعي من التهمة المنسوبة إليه ظلمًا، سوف تظهر كذلك، حتمًا وقريبًا، تفاصيل فضيحة (الشلبوخ) التاريخي، الذي تلقاه الرئيس الفرنسي من زوجه في هانوي.

شاهد أيضاً

شحات.. لؤلؤة الآثار الليبية التي تنزف بصمت

نفيسة حمزة في أعماق الشرق الليبي حيث يتعانق عبق التاريخ مع نسائم الجبل الأخضر…هناك… تستريح …