جمعة بوكليب
زايد…ناقص
كلمة ” مِنْيُو” كلمة انجليزية(Menu) وأضحت عالمية، بعد أن تمَّ تبنّيها في أغلب لغات العالم. وتترجم عربياً “قائمة الطعام والشراب.” ويجدها المرء في المطاعم على اختلافها، لتساعد الزبائن على اختيار ما يودّون تناوله من وجبات متوفرة، وما يشتهون احتساءه من شراب. وهي في ذلك لا تختلف عن كلمات انجليزية عديدة أخرى. الكلمة/ المصطلح لم تعد مقتصرة على المطاعم، بل أستعيرت لتكون مجازاً في قطاعات حياتية متعددة.
(المنيُو) انتقل استخدامه إلى أماكن أخرى. قوائم الطعام والشراب استُبدلت بما يتناسب وتخصصات تلك الأمكنة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم تبنّي “المنيُو” في عالم السياسة، بطبخات متنوعة ساخنة وباردة.
” المنيُوات” في السياسة يِعدُّها أناسٌ متخصصون، في مطابخ سياسية. في تلك المطابخ يتم اعداد وصفات بمكوّنات لا تستخدم في نفس الطبخة مرتين.
هناك فرقٌ كذلك أن تكون ضمن الجالسين حول طاولة الأكل، أو أن تكون (المنيُو) المعروض أمام الآكلين. “المِنْيُو” الموضوع على الطاولة الآن بين اسرائيل وواشنطن، وبين موسكو وواشنطن، يحتوي وجبتين: وجبة شرقية اسمها غزّة، وأخرى غربية اسمها أوكرانيا. ما حدث ويحدث ليس جديداً.
التاريخ مليءٌ بالوقائع. أجدرها بالذكر، ما وثّقه المؤرخون عما كان يحدث وراء أبواب مغلقة في القرن التاسع عشر من تقسيم للغنائم بين قوى أوروبية، في فترة الحقبة الاستعمارية. على ” المنيوات” كانت توجد بلدان وشعوب وأمم. موارد طبيعية تُنهب، وقوى بشرية عاملة رخيصة، كانت تُشحن مثل خراف على متن سفن، لتكون حَطباً لنيران أفران ضخمة، في مصانع شرهة للربح.
وها نحن نتابع، في وسائل الاعلام الدولية، تطورات الأحداث في تلكما البقعتين من العالم، مثل متفرجين في دار عرض سينمائية، يشاهدون قصة مكررة.
لدى المقارنة بالطبخة الإسرائيلية- الأميركية، التي تنفذ بوحشية غير مسبوقة ضد سكان قطاع غزّة، يمكن اعتبار الأوكرانيين محظوظين جداً، وأنّهم كشعب ليسوا هدفاً لحملة إبادة وتنظيف عرقي.