منصة الصباح

سيرةُ حربٍ خاسرة

زايد…ناقص

جمعة بوكليب

حربُ تشاد عنوانُ جرحٍ غائرٍ في الذاكرة الجمعية الليبية قد لا يندمل، وبالتأكيد لن يُنسى. وهي كذلك، من البداية إلى النهاية، عنوانُ مغامرةٌ عسكريةٌ وسياسيةٌ خاسرةٌ، دخلها نظامُ القذافي بعينين مفتوحتين ففقأتهما الهزيمة، وأودتْ بالبلاد والعباد إلى كارثة، كلفت آلاف الأرواح ومليارات الدولارات.

خلال السنوات الماضية، أُتيحتْ لي فرصةُ قراءة بعض الكتب، التي تناولت تلك الحرب، أكثرها رسوخًا في ذهني اثنان. الأول رواية كتبها روائي شاب، من مصراته، لم يكن معروفًا آنذاك، اسمه عبد الله الغزال، بعنوان “التابوت.”

والثاني كتابٌ بعنوان:” من المدرسة إلى المعركة” من تأليف عبدالله صالح علي، يروي قصة طالب سبهاوي، في المرحلة الثانوية، سيق مع زملائه في المدرسة بالخديعة إلى الحرب.

في الآونة الأخيرة، انتهيت من قراءة كتاب آخر مختلف، بعنوان:” حرب تشاد، تفاصيل الحرب الليبية-التشادية 1972-1994″ ومؤلفه لواء ركن في الجيش الليبي، اسمه يوسف أحمد المنقوش. الكتاب صادر عن دار الفرجاني 23-2024.

كتاب السيد المنقوش هو أول كتاب مؤلفه عسكري محترف، شارك في تلك الحرب تتاح لي فرصة قراءته، وسعدتُ جداً بذلك، بل وتعلمتُ منه الكثير مما كنت أجهله عن خلفيات وأحداث ومجريات حرب تشاد.

اللافت للاهتمام أن الخلفية العسكرية للمؤلف لم تكن عقبة بينه وبين تقديم خلفية تاريخية وسياسية ضافية لتلك الحرب، من خلال تتبعه لنشوء جبهة “فرولينات” التشادية، التي أخذت على عاتقها قيادة حرب مسلحة ضد نظام ” فرانسوا تومبلباي.”

كما اضاء التطورات التي شهدتها الحركة بتحوّلها من العمل السياسي إلى النضال المسلح، وأهمُّ قادتها، وما سادها من انشقاقات وحروب واصطفافات، والدور الذي لعبه نظام القذافي، وكذلك الأدوار التي لعبتها فرنسا وأميركا والدول العربية والأفريقية.

ومن خلال قائمة المراجع التي حرص على تدوينها المؤلف، تبين لي ان تلك الحرب حظيت بنصيب معقول جداً من الدراسات والتحليلات، قدمها مؤلفون من جنسيات عديدة. ومن ضمنهم عسكريون ليبيون شاركوا في الحرب.

شاهد أيضاً

تحذير من ريح شرش إلى غربي نشط عل ساحل طرابلس للخليج

حذر مركز الأرصاد الجوية، من ريح شرش الى غربي نشط الى قوي مساء اليوم وصباح …