منصة الصباح

نهلة العربي تسابقُ الزمن

جمعة بوكليب

الروائية الشابة نهلة العربي تقارع الموت بالتسابق مع الزمن. وهي في ذلك، ومن دون أن تدري، تعيد تجربة الروائي نيكوس كازنتزاكي مؤلف رواية ” زوربا اليوناني.” آخذين في الاعتبار فارق العمر والتجربة بين الإثنين.

كازنتزاكي يقول في سيرته إنّه بسبب تقدمه في العمر لم يعد لديه وقت لكتابة كل ما يجول في ذهنه من أفكار روائية. وفكر في الخروج إلى الشارع ليتسول دقائق من العابرين. نهلة العربي لم تفكر في تسول وقت من عابرين، بل تسابق الزمن بطريقتها.

في الآونة الأخيرة صدرت لها رواية رابعة بعنوان ” جارٍ البحث.” قبلها بفترة قصيرة أصدرت روايتين” أثر الغائبين” و” الهروب.”
أولى رواياتها” الساحر” صدرت عام 2012، لكن الروايات الثلاث الأخيرة صدرت تباعاً، وفي فترات زمنية متقاربة جداً. الأمر الذي يشي بأن نهلة على عجلة من أمرها. خوفها من الموت بسبب مرضها، منحها عزماً على مقارعته ابداعياً.

نهلة العربي اختطت لنفسها طريقاً منذ أول رواية أصدرتها ولم تحد عنه. تتميز رواياتها بالقصر والإثارة البوليسية. فهي ماهرة جداً في نصب الفخاخ. وتنطلق بإثارة في لعب سردي مُشوّق، يجعل القاريء مشدوداً إلى اللعبة، محبوس الأنفاس، لا يتوقف عن ضرب أخماس في أسداس، مُخمّناً الحلول. ويفاجأ في الأخير بما لم يكن يتوقعه.

في الرواية الأخيرة” جارٍ البحث” تلجأ نهلة إلى نفس اللعبة. وتنصب الفخَّ حول شخص مصاب بحالة انفصام في الشخصية، تحوّله إلى قاتل، يلجأ إلى التخلص من صديقاته من البنات، عقاباً لهن على فشلهن في أن يكن جميعاً مثل أمّه. وقبل ذلك، يقوم بقتل أبيه بسبب سوء معاملته لأمّه. حبكة بوليسية بإمتياز. اللافت للاهتمام أن نهلة العربي، على عكس كتاب الروايات البوليسية المعروفين في الغرب، تختار ألا تعاقب المجرم بالقصاص منه، بل تفتح أمامه باباً يتيح له الهرب والسفر إلى الخارج لمواصلة جرائمه. نهاية ليبية من دون شك!!

شاهد أيضاً

الشعر المحكي إلى أين ؟

الشعر المحكي هو نمط حديث يتميز باستخدام اللهجة العامية في التعبير دون قيود القافية والبحور …