منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
خلود الفلاح
تتناول الرواية الجديدة “ضحايا” للروائي الليبي جمعة الموفق فترة صعبة، وحرجة من تاريخ مدينة ترهونة وهي فترة الحرب وتداعياتها على الإنسان.
هذه الرواية الصادرة عن دار الفرجاني ـ 2023، رواية المتناقضات تجعل من الجناة ضحايا، ضحايا ثقافتهم ورغبة مستبدة في الانتقام. تمتاز رواية “ضحايا” بقيمة أخرى بالإضافة إلى قيمتها الفنية تتمثّل في كونها فعل إدانة، تتخذ من الحبر وسيلة لكتابة سيرة أجساد ميتة لم تجد من يكتب سيرتها، وتبحث في تلك الجثث عن معنى، وتصغي على نحو لافت إلى سردها، بحسب الناقد عبد الحفيظ العابد.
وفي سؤالنا، للروائي جمعة الموفق أن ما يجمع بين رواياته “عار”، و”ضحايا” هو تاريخ من الفقدان والخسارة وفقدان الإنسان. وهنا كان رده: البشاعة والانتقام. في رواية “عار” كان هناك مصير مخز لحق ببطل الرواية جراء ثقافة الإهانة، عمل جاهدا على تحويله إلى مادة مضيئة. عار إدانة لهذه الثقافة.
في رواية “ضحايا” كان الجميع ضحايا، الكل دفع ثمن أخطائه وأفكاره، ومن هرب سيدفعه لاحقا، قصر أم طال الزمن.
في رواية “ضحايا” هناك انشغال بسؤال التاريخ، هل يمكن أن نعتبر الرواية وثيقة اجتماعية بلغة الأدب؟ أوضح، أن أحداث الرواية بنيت على وقائع حقيقية حتى وإن تخللها سرد عجائبي أو مستحيل، ففي الرواية مساحة لضحية تتحدث عن المذبحة. يمكنها أن تكون رواية واقعية، يمكنها أن تكون وثيقة اجتماعية.
ونسأله، إلى أي مدى يشغلك القارئ؟ فيقول: “أنا منشغل بالمادة التي أقدمها للقارئ وليس بالقارئ نفسه.”
في رواية “ضحايا” كتبت عن مدينة ليبية تعرضت للحرب وبشاعتها. هل الأمر مرهق نفسيا على المستوى الإنساني ومن تم على مستوى الكتابة؟ الكتابة بكل الأحوال ليست نزهة، عمل شاق، ترهونة عاشت رعبها الخاص، زرت المقابر والسجون وتحدثت إلى الناس، عندما كنت أتحدث كان لايزال هناك خوف مرتسم على الوجوه، الأمر مرهق طبعا عندما تستحضر كل تلك البشاعات وتحولها إلى عمل ابداعي، إلى غنائية قدر الإمكان.
وأفاد صاحب كتاب “مهابة الغائب”، أن إيقاع الكتابة لديه بطيء ومضجر، ويضيف: أكتب لأني أحب الكتابة.
يذكر أن الكاتب جمعة الموفق من مواليد مدينة ترهونة، ليبيا عام 1969. صدر له:
ـ مأدبة لبكاء مر (مجموعة شعرية).
ـ مهابة الغائب (مجموعة شعرية).
ـ القمر العاري (رواية).
ـ عار (رواية).
