منصة الصباح

لبن وتكنولوجيا

جمال الزائدي

بالرغم من أن مساري التعليمي في المرحلة المتوسطة ومابعدها كان علميا بل تقني على وجه الخصوص فإن علاقتي بالتكنولوجيا لم تكن يوما حميمة .. أحب أن أستخدمها في أضيق الحدود واحرص على تنبيه من حولي إلى مضارها على الصحة الجسدية والنفسية وتأثيرها السيء على الجيب وعلى اقتصاد الأسرة  ..الحقيقة أن ثمة عداوة بيني وبينها ولا أثق كثيرا بها ..دائما مسكون بهذا الخيال المتشائم.. ماذا لو حدث الأسوأ وتعطل ذلك الجهاز المدهش؟ أي كارثة ستحل ؟ على سبيل المثال لم اقتذي جهاز هاتف ذكى إلا في العامين الأخيرين تحت ضغط استحقاقات عملية كثيرة .. واول امس تحديدا وقفت على عقلانية عدم ثقتي في التكنولوجيا فلقد تلبست جهاز (هاواوي نوفا 3) وهو عبارة عن عهدة  حالة جنونية غير مفهومة جعلته ينطفىء ويعود للعمل بشكل لحظي حتى اصابه الاجهاد والتعب وهمد لمدة ساعة تقريبا..أخذه أحد الأولاد إلى ورشة تصليح بالقرب من بيتنا ليخبره الفني ان الهاتف يلفظ أنفاسه الأخيرة ولكن إجراء  عملية “ سوفت وير “ يمكن أن تنجح في إنقاذه..لم أوافق على المخاطرة وإجراء العملية لأن ذلك يعني ببساطة خسارة مايربو  من مئة مقالة وفصلين كاملين من رواية اعمل عليها منذ سنة تقريبا..إنها الكارثة التي كنت اخشاها واحاول تجنبها طوال الوقت ..كل من في البيت اصابهم الجزع مما حدث وابنتي الكبرى ابكاها ضياع ما أنجزت من الرواية وبعد محاولات من قبلها لدخول الإيميل الذي افتح به برنامح “ الوورد” في جهازي استطعت استرداد جزء كبير من النص ..المشكلة الآن أنني بعد عامين من الركون إلى الكتابة على جهاز الهاتف لن استطيع العودة بسهولة إلى استعمال الورق والقلم خصوصا وأن خطي في الكتابة قبيح ولا يشجع المرء على الاستمرار ولدي اعتقاد انه لولا سلاسة الكتابة الإلكترونية ما امكنني كتابة هذا القدر من الرواية المزعومة.. على اية حال انقل لكم ماحدث كتجربة يمكنكم الاستفادة منها واستخلاص الدروس .. اولا لا تثقوا كثيرا في هذه الأجهزة..خذوا كل الاحتياطات التي تكفل وقايتكم من التعرض لفقدان مستنداتكم وكتاباتكم..ثانيا لا تقطعوا صلاتكم الحميمة بالورق والقلم ولاتهجروا طرق الكتابة التقليدية ولعل الأمر كما يقول المثل الشعبي (ياشارب اللبن مرجوعك للمي‪(

 

شاهد أيضاً

المنفي يبحث عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بطرابلس

  ناقش رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بالعاصمة طرابلس. جاء …