منصة الصباح

جلود وفندق الشام ورفعت

بوضوح

بقلم / عبد الرزاق الداهش
بينما كان رجال المخابرات السورية يلصقون صور حافظ الاسد على حوائط دمشق، كان عناصر سرايا الدفاع يغطونها بصور لرفعت الأسد.
كانت معركة الملصقات على جداران دمشق العاصمة تعكس صراع كسر عظام بين الأخوين اللدودين في اللاذقية مدينة العائلة.
وكان بورتريه الرجل القوي هي الصورة الذهنية التي تكونت حول رفعت الأسد في الشارع السوري.
كان الرجل قد اظهر شراسة استثنائية، ونزعة دموية في التعامل مع الاسلاميين خلال أحداث مدينة حماة.
وتبعا لما يتم تداوله عن رفعت، فقد اصبح الرجل في عقل الشارع السوري هو الحاكم الفعلي.
وكانت نكتة تردد حول قيام عناصر شرطة باستيقاف حافظ الأسد وزوجته، وعندما عرف الضابط انه حافظ الأسد رئيس الجمهورية قال لزملائه: “سيبوه دا اخو رفعت.
كان الرائد عبدالسلام جلود ليس بعيدا عما يدور في سوريا، وهو يقوم لفترة طويلة بفندق الشام بسوريا، لاسباب لبنانية.
لم تكن ليبيا متفرج على حالة اللا انقلاب، واللا استقرار في سوريا، ولكن المحاولات الليبية السوفيتية لترميم العلاقة بين الشقيقين، انتهت بتدخل الاخ الأكبر موسكو.
تم استدعاء رفعت من قبل الكرملين لموسكو، والتي تسربت لها معلومات عن اتصالات لرفعت مع باريس، وواشنطن.
خرج رفعت سوريا، ولا يدري أن سوريا خرجت عنه، بتذكر ذهاب بلا عودة.
وتوجه حافظ الى ليبيا يبحث عن قرض لتعويض الخزينة التى يقول أن شقيقه قد أفرغها.
منحت ليبيا وديعة بقيمة 200 مليون دولار لدمشق لتخفيف مختطفها المالي، واحتياطاتها من النقد الأجنبي.
ارسلت سوريا للسفارة الليبية بدمشق فاتورة بقيمة تزيد عن النصف مليون دولار مقابل إقامة جلود بفندق الشام للسداد.
اغضبت فاتورة فندق الشام معمر القذافي، لهذا فقد أمر الجهات الليبية، بمخاطبة السوريين لسداد اقساط الوديعة.
وكان واضحا ان السوريين ليس في تفكيرهم الوفاء بهذا الدين، حتى أنهم تجاهلوا المطالبات الليبية.
وجه العقيد صحيفة الفاتح التي تصدر عن القوات المسلحة بنشر ما انفقته ليبيا على الجيش السوري، بما في ذلك الجوارب، وقوالب الصابون.
المهم تظل أحداث التاريخ لا تكتب في محلات التفصيل والخياطة.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …