منصة الصباح

“جان لوبان” وامرأتان

بدون سقف

بقلم/ عبدالرزاق الداهش

جان ماري لوبان، ليس جان درك التي أشعلوا فيها النار بسبب حبها لفرنسا، وليس نيرون الذي أشعل النار في روما، ربما لفرط حبه لامرأة غيرها، ولكن الرجل في منزلة بين الحريقين.

لوبان المتطرف على رأي بعض الفرنسيين، أو الأعور الدجال، كما يسميه بعض العرب، لا أحد يستطيع القول بأنه لا يحب فرنسا.

خسر الرجل أحد عينيه في حرب فيتنام، وقد أفصح في غير مناسبة بأنه مستعد أن يخسر باقي عمره من أجل فرنسا، كان شوفنيا وبامتياز.

ظل لوبان، وإلى وقت ليس ببعيد يعتبر الجزائر بلدية فرنسية في جنوب المتوسط، رغم أن مساحة الجزائر تساوي أربعة أضعاف مساحة فرنسا، ولكن الرجل لم يضع أي اعتبار للتاريخ، ولا للجغرافيا.

لوبان رغم إشادته بالمرأة الفرنسية المتحضرة، والتي تجيد الاتيكيت”، وتعرف التنظيم الأسري، كان لوبان أخرا مع زوجته الأولى، وكان لا يتورع في ضربها بفردتي حذائه كلما تقلب مزاجه.

زوجته التي كانت ضحية لتشنجاته، تركته لتعلن الحرب على كبريائه، حيث ظهرت عارية على غلاف مجلة “بلاي بوي”.

لقد سألوها لماذا أقدمت على ذلك فقالت: “لقد انكشفت أمام أقبح رجل في العالم فما يضرني أن انكشف أمام العالم كله”

الرجل كان يقود ثورة خوف على فرنسا، قال إن الفرنسيين سوف يصيرون أقلية في فرنسا، لأن المرأة القادمة من إفريقيا لا تعرف اختراع اسمه أقراص منع الحمل، وبالتالي سيتزايد المهاجرون ويتناقص أهل الأرض.

الرجل تكلم على الأجانب وقال، بأنهم سبب ارتفاع معدلات البطالة، وارتفاع معدلات الجريمة، وكاد أن يقول بأنهم سبب فتوحات “الكونتاكي” في بلد الثلاثمئة نوع من الجبنة.

لوبان رغم الاكزينوفوبيا الزائدة، وعنصريته الشرسة، ونرجسيته العالية، كانت تفتح له الكثير من البيوت الفرنسية، وأهم من ذلك قلوب الكثير من الفرنسيين، ولكن بعد أن دخل نادي المشككين في الهولوكوست، لم يعد هناك نادل واحد يمكن أن يسحب له کرسيا في مكان قصي بأحد مطاعم باريس.

“لوبان لم يقل أن المسيحي ليس نبي الله، وحتى لو قالها فلن تنقلب عليه الطاولات، ولن تتقلب على وجوه الأصدقاء.

كل ما فعله أنه رأى بأن والهولوكوست نتيجة ثانوية بالنسبة للحرب العالمية الثانية.

الرجل الذي بدأ السياسية بنزاع مع الزوجة الهاربة، ينتهي باشتباك مع الأبنة الغاضبة، خليفته في رئاسة حزب الجبهة الوطنية والمشكلة هي العودة لشكوكه الأولى في الهولوكوست المقدس.

مارين لوبان التي جمعها مع والدها مرض الأكزينوفوبيا، كراهية الأجانب يفرقها معه إنفلونزا الهولوكوست.

احتج لوبان الأب على أن تحمل الأبنة أسمه ،واعتبر ذلك عار على العائلة.

أما مارتين فلم تقف عند تجميد عضويته في الجبهة الوطنية، فقد عملت على تجريده من الرئاسة الفخرية لحزب كان هو مؤسسه.

هل كان على لوبان وهو على حافة التسعين، يدرك بأن توراة حاييم وايزمان أكثر قداسة من توراة موسى؟

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …