منصة الصباح

ثمن الغطرسة

ثمن الغطرسة

محمود السوكني

في غمرة إحتفالات الشقيقة مصر ومعها الوطن العربي والأمة الإسلامية بالذكرى الخمسين عاماً على إنتصارات حرب أكتوبر المجيدة ، تفاجئنا المقاومة الفلسطينية الباسلة بهجومها المباغث على ثكنات العدو المحتل لتذكِّر أركانه بتلك الحرب المجيدة وبأن جذوة المقاومة لازالت تشتعل وتمتد .

الغريب أن دول (العالم الحر) ترى في هذا الهجوم إعتداءً سافراً لا مبرر له يستحق الإدانة والشجب وتعقب مرتكبيه (الإرهابيين) !

المانيا و إيطاليا وفرنسا وبريطانيا والإتحاد الأوروبي أعلنت وقوفها بالكامل ودعمها اللامحدود إلى جانب دولة الإحتلال الصهيوني ، حتى أوكرانيا أعربت على لسان رئيسها إستنكارها للهجوم (الإرهابي) الذي تعرضت له  دولة (إسرائيل) وهو المتوقع ممن يسعى إلى طلب الدعم من الغرب في حربه ضد روسيا ، أما أمريكا زعيمة العالم الحر فلم تكتف بالشجب والتنديد بل تعدت ذلك إلى إعلان حالة النفير وفتح خزائنها وإرسال بوارجها وسفنها الحربية لمؤازرة (الجيش الإسرائيلي) في محنته ، كذلك لم تتأخر الأمم المتحدة عن المشاركة في سرادق العزاء إذ قام مجلس الأمن على وجه السرعة بعقد جلسة – معلومة النتائج –  ستكون حتماً في سياق محاباة الجانب الإسرائيلي والتعاطف معه في مواجهة (طوفان الأقصى) . هذا هو المتوقع في مثل هذه الحالات وقد تعودنا على ذلك ، ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه ، ما الذي دفع بحركة حماس إلى أن تقوم بهذه الضربة القاصمة التي لم يشهدها العدو المحتل منذ حرب أكتوبر 73 ؟ و ما الذي اثار حفيظة شباب المقاومة حتى غامروا بالهجوم على معسكرات ومستوطنات العدو ؟ لست هنا في وارد إستعراض الأسباب التي إيقظت جذوة الحماس في صدور أبطال المقاومة فكلنا يعرفها ، ولا أشك أن العدو المحتل ومن معه يعرفونها جيداً ، فهم أكثر من يدرك أسباب هذا الغضب الجامح ،  لكنهم جميعاً  يتجاهلونها عمداً ، وما يحدث الآن ثمناً لهذا التجاهل وسيظل قائماً حتى يعترفوا بأن (الغطرسة الإسرائيلية وراء ماحدث) كما جاء في  صحيفة “هاآرتس”  التي تخصهم ، في عددها الصادر يوم الأحد الماضي .

نعم ، سيظل الوضع على ماهو عليه ولن يتغير مادام المحتل سادراً في غيه متصلباً في مواقفه رغم الليونة المفرطة التي ابداها القادة العرب والذين اعترفوا بحقه في الإحتلال ووجوده بيننا جاثماً على اراضينا المغتصبة ، ومع ذلك لم يتوانى عن مواصلة  التنكيل بالشعب الفلسطيني جهاراً نهاراً وتدنيس أماكنه المقدسة والتحكم في مقدراته وإستفزاز مشاعر أبنائه وهذا كله يصلنا إلى ما نحن فيه والذي لن يتوقف بإذن الله تعالى حتى النصر المبين .

شاهد أيضاً

كاريكاتير

كاريكاتير