منصة الصباح

ثقافة الأمازيغ وتاريخهم تبرز في احتفالاتهم برأس السنة

تقرير| هدى الغيطاني

آلاف السنين مرت على الأمازيغ في ليبيا، وهم يعيشون بنمط ثقافة وحياة لازالوا يتمسكون بها، تكشفها احتفالاتهم وأهازيجهم التي حافظوا عليها على مر العصور.

ويحتفل الأمازيغ في ليبيا الذين يدينون بالإسلام ويتبعون مذهب الأباضية، وفي العديد من دول المغرب العربي بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974 في اجواء تجسد ثقافتهم وتاريخهم، ورأس السنة الأمازيغية هو احتفال

تقليدي يعود إلى آلاف السنين يرمز الى اليوم الأول منالتقويم الزراعي الأمازيغي، وفي الأصل هو احتفال .بانتصار الملك شيشنق -وهو أمازيغي من أصول ليبية- على الفراعنة الذين كان يحكمهم رمسيس الثالث

ويقول مؤرخون إن المعركة حدثت على ضفاف النيل 950 سنة قبل الميلاد، وعلى إثر انتصاره، أصبح الملك شيشنق الأمازيغي حاكم الأسرة الثانية والعشرين للفراعنة ومن هنا بدأ التقويم الامازيغي .

وتقام هذه الاحتفالية في 12 يناير من كل عام، و ترمز إلى بداية فصل الربيع و تحتفل بها المجتمعات الأمازيغية في شمال أفريقيا، خاصة في الجزائر و المغرب وتونس و ليبيا و مالي.

وفي ليلة رأس السنة الأمازيغية، يجهز الأهالي كل عام وجبة رئيسية تسمى بـ “تميغطال “و التي تتناول مع “قرقوش”، وأحيانًا مع كتف الخروف وبيضات بعدد فردي.. احد عادات وتقاليد هذه الليلة توضع في هذه الوجبة نواة التمر لجلب الحظ في السنة الجديدة .

كما يجتمع الأقارب والأصدقاء في رأس السنة في أجواء احتفالية يسودها الود وتجمعها الأطباق اللذيذة، مرتدين زيهم التقليدي الجميل.

ويتميز الأمازيغ ببعض المأكولات والوجبات الشهية والمعروفة ومن أشهرها الشرشي (الفتات) والبازين و”كسكسي بالسردوك وسبعة اخضار” أي سبعة أنواع من الخضروات، وهما وجبتان تعدان من أقدام الاكلات الليبية القديمة عند الامازيغ خاصة بمدن جبل نفوسه، كما يعرف الأمازيغ ببعض الأطعمة السريعة مثل ( البسيسة ..طومن. الزميطة تعبوت)

ويعتمد المطبخ الأمازيغي بشكل رئيسي على استعمال ما تجود به الأرض من الخضروات بمختلف أنواعها، وكذلك البقوليات التي تكون من محصول العام الذي زرعه الفلاح الأمازيغي، فيما يشكل القمح والشعير والفول والعدس إلى جانب لحم السردوك البلدي ولحم فخدة الخروف التي تسمى بالأمازيغية ” أغزرام” من المكونات الأساسية للأطباق الأمازيغية.

ومن بين أوجه الثقافة الأمازيغية زيها التقليدي المحتشم الذي يستر جسد النساء وله تسميات عدة فبالنسبة للنساء يطلق عليه ( اتلابا…ابخنوق..اتمحلفت..) أما زي الرجال فيسمى (حولي…تعبايت..)، وتصنع هذه الملابس من الصوف أو وبر الجمال وتتعدد ألوانها بين الأبيض والبني ( الأحمر)، وغالبا ما تصنع هذه الألبسة في المنازل من قبل النساء.

وتكثر في مناطق الأمازيغ الشواهد التاريخية على ثقافتهم الضاربة في أعماق التاريخ من مساجد عتيقة وقصور تاريخية وزوايا دينية، ومن بينهم قادة مسلمون عُرف عنهم البأس والقوة في الحق ومنهم طارق بن زياد، ومن بين أشهر المجاهدين الليبيين ضد الطليان المجاهد سليمان باشا الباروني والمجاهد خليفة بن عسكر.

سيظل الاحتفال بالعام الأمازيغي تقليدا يحتفل به الليبيون الأمازيغ ويشاطرهم إخوانهم من أبناء البلد الفرحة بهذا الاحتفال السنوي

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …