توقع محللون ومراقبون في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية «ISPI» استمرار حالة الاضطراب وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام 2026، مع سلسلة من التطورات السياسية والأمنية التي ستشكل ديناميكيات المنطقة وتبقيها في دائرة الاهتمام الدولي.
أحداث ومحطات مفصلية
يشير المراقبون إلى أن عام 2025 كان لحظة محورية تعرضت فيها المنطقة لسلسلة من الأحداث «المزلزلة» التي دفعت بحالة التوتر إلى أعلى مستوياتها في السنوات الأخيرة، وتركزت بشكل خاص حول الصراع في فلسطين، التوترات بين إيران وإسرائيل، وتداعيات الحرب في غزة، مما يعكس هشاشة الوضع الإقليمي قبيل 2026.

أزمة مستمرة في ليبيا
فيما يخص ليبيا، توقعت الباحثة كلوديا غازيني من مجموعة الأزمات الدولية أن يستمر الجمود السياسي في البلاد خلال العام 2026، على الرغم من الوساطات التي تقودها الأمم المتحدة. وفق تقديراتها.. حيث ترى أن الانقسام السياسي سيبقى قائمًا بين الغرب والشرق.
وهذا سينعكس وفق تحليلها، على المؤسسة العسكرية التي ستظل منقسمة، وإن لم تتوقع غازيني اندلاع مواجهة عسكرية كبيرة، لعدم وجود حافز قوي لدى الطرفين أو داعميهما الأجانب لدفع البلاد نحو حرب جديدة، لكن الخطر قائم في حال حدوث مفاجآت، مثل أزمة خلافة في صفوف قيادات القتال أو هبوط أسعار النفط.
هذه التوقعات تعكس استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في ليبيا، رغم جهود الحوار السياسي التي تقودها الأمم المتحدة، وهو ما قد يستمر كأحد أبرز الملفات التي تشغل المنطقة خلال 2026.

توترات إقليمية مستمرة
كما أبرزت التوقعات أن المنطقة ستواجه مستوى غير مسبوق من التوترات العميقة في بعض الملفات:
فالعدوان الصهيوني على غزة، حتى بعد الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ما زال يطرّز العلاقات الإقليمية بالتحديات، خصوصًا فيما يتعلق بمرحلة التطبيق والتنفيذ.
مستشهداً بالمواجهات المباشرة وغير المسبوقة بين إيران وحكومة الاحتلال في يونيو 2025 والتي استمرت أكثر من 12 يوماً، وهددت بتصعيد عام في المنطقة.
الهجمات التي طالت دول مثل قطر أظهرت هشاشة حتى الدول التي كانت تتجنب المواجهات المباشرة.
فبحسب التقرير، هذه الأحداث تدل على استمرار وتيرة التوترات التي ربما تمتد خلال 2026، ما يجعل المنطقة قابلة للتفجر في أي لحظة.

عودة الدور الأميركي
ويرى المراقبون أن الولايات المتحدة الأميركية عادت بقوة إلى المشهد الإقليمي في عام 2025 تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، من خلال صفقات استثمارية واسعة مع دول الخليج ومحاولات متجددة للتطبيع مع سوريا.
ولا يخفى الدور الأمريكي في الحرب الإسرائيلية على غزة ووقفها، والضربات على المنشآت النووية في إيران.
ويُتوقع أن يستمر هذا الدور الأميركي القوي والمتداخل في شؤون المنطقة خلال 2026، سواء على المستوى السياسي أو الأمني.

عام محوري في منطقة المغرب العربي
و في سياق آخر، توقعت الباحثة كاترينا روجيرو أن يكون عام 2026 محورياً في منطقة المغرب العربي، خصوصاً إذا تم التوصل إلى حل طويل الأمد في أزمة الصحراء الغربية:
حيث تواجه المغرب والجزائر تحديات داخلية، منها انتخابات برلمانية مهمة وقضايا شبابية مثل الاحتجاجات التي عرفتها بعض الدول.
واعتبر تمديد مجلس الأمن الدولي ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، وأعاد تركيز المفاوضات على الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب بدل الاستقلال، تغييراً في مسار النزاع الطويل.
وبهذا تؤكد توقعات المراقبين في معهد الدراسات الإيطالي أن العام 2026 سيكون امتداداً لسنوات من الاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع استمرار أزمات سياسية في ليبيا، توترات إقليمية متصاعدة، دور أميركي متجدّد، ومحطات حاسمة في شمال أفريقيا حول قضايا إقليمية مثل الصحراء الغربية.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية