بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
هل هناك من أجرى دراسة عن كم كيلو مترا من الطرقات المعبدة لكل ألف مواطن في كل منطقة من ليبيا؟، أو کم فصلا دراسيا، أو كم سرير؟
هذه المعدلات غير المتوفرة يمكن أن تنخفض وترتفع، في كل مدينة، وكل بلدة ، وهي غالبا ما تخضع لأداء وكفاءة الإدارة المحلية، وليس سياسة تهميشية.
أما عن نصيب كل ألف فرد من الوظائف العليا، أو من المعمار، فقد نجد حصة طرابلس مدينة الثلاثة ملايين هي الأقل.
وإذا فتحنا (دوسيه المرتبات، فلن نجد اختلافا في جدول مرتبات طرابلس، عنه في طبرق، أو القطرون، أو أي مكان في ليبيا.
الفارق بين جداول المرتبات بين القطاعات، يعني اختلاف بين الوظائف، أو المؤسسات، وليس بين المناطق.
وتبقى الحقيقة الثابتة : أن ستين بالمئة من الميزانية العامة، وأزيد، خالية تماما من أي شبهة تهميش، لكونها مرتبات.
أما أسعار الخدمات، فهي واحدة، في كل اتجاهات ليبيا الأربعة، فسعر بيع الطاقة الكهربائية في الزاوية لا يختلف عنه في اجدابيا، وفي العوينات، كما أن سعر البنزين نفس السعر، في البريقة وفي الأبرق.
أما توفر المحروقات فهذا يعود لأسباب أمنية، وليس سياسية.
وإذا أردنا أن نحسب كلفة بيع الخدمة، أو بيع السلعة، سنجد كلفتها في الجنوب مثلا تصل إلى ثلاثة أضعاف فاتورتها في الشمال .
وهذا الدعم الزائد هو ضرورات العدالة، التي لا تعني المساواة، وهكذا نصل لحقيقة أخرى، . أنه لا وجود لحالة تهميش.
ولا يوجد تهميش، ولكن توجد ثقافة غنائمية، يوجد تملق لغرائز مناطقية، يوجد تجييش، أو تحريض للناس، ورفع منسوب الضغينة، وهدم جسور الثقة.