بلا ضفاف
عبد الرزاق الداهش
كل يوم حفل تكريم “شكل”، بعض الكلمات، وبعض التصاوير، وبعض الحلويات، ودرع، أو شهادة، ووجبة تصفيق.
وعلى ذلك النحو، توزيع أوسمة، وانواط، واوشحة، ولا ينقص إلا منح نجمة الحرب العالمية الثانية.
أكثر المستفيدين من موضة، أو شطحة التكريمات، هم أصحاب محلات منطقة بومشماشة في طرابلس.
والمحير أن بعض ممن يتم تكريمهم هم من القامات، ومن المبدعين، ومع ذلك يستجيبون لحفلات تكريم (كل من ايده اله) على رأي الممثل السوري ياسين بقوش.
والحقيقة أن من يقوم بالتكريم، هو من يتكرم بهذا التكريم.
(طيب) هذا القامة الشاهقة، ماذا يضيف لها شهادة تكريم بتوقيع صاحب جمعية لا وجود لها إلا في حقيبة سيارته؟
وهذا الكاتب الكبير، ماذا تضيف له شهادة تكريم من مسؤول محلي جاء بالصدفة، ولم يفتح كتابا منذ عشرين سنة إلا كتيب ملكية مركبة؟
التكريم، والتقدير له تقاليده، ومعاييره، وحتى تشريعاته، سواء لمن يتكرم، والأهم من يكرم.
نريد ان يكون هناك معني، وطعم، للتكريم، ولا يطلع علينا صاحب خرداوات، أو صالون حلاقة بحفل تكريم مع تقديرنا لكل مهنة، ولكل حسن نية.
هذه الاشياء لابد ان تضبط، بمعايير، وارساء تقاليد محترمة، وامتيازات معنوية، ومادية لمن يكرم.