بقلم / ياسين محمد
يبدو أنه صار من السهل على الغرب اليوم استيلاد دول جديدة في هذا العالم فالغرب يعرف التركيبة المطلوبة جيدا إلا أنه وكما طور ترسانته الإلكترونية الحديثة أدخل أيضا تحديثات جديدة على خلطته السحرية لتفتيت أي كيان وكما يشاء والشروط هي مطالب عالية السقف بالديمقراطية والمزيد المزيد من الحريات ووجود أقلية ما أو حتى إيجادها بالقليل من التعديلات إضافة إلى عامل آخر قد يفيد وهو العامل الجغرافي الذي قد يعطي إقليما ما نوعا من الانفراد الجغرافي عن الإقليم أو الدولة الأم كما هو في هونغ كونغ مثلا شروط أبسط من البساطة تبدأ بتلك المطلبية المشطة التي ليس أسهل من تدفق أفكارها قطرة قطرة حتى تتحول إلى تسونامي مشهدي تتناقله كل وسائل العلام أو اغلبها لا يكون أقلها شريطا من الصور المتحركة وليس انتهاء بأعظم الانتاجات السينمائية التوثيقية أو حتى الدرامية والتي تدور أحداثها حول هذه القضايا أو حتى فيلم عادي من التي اعتدنا مشاهدتها والتي تدور في تلك العوالم الفلكية في الغرب الأمريكي أو حتى الأوروبي لتصبها على الرؤوس في أية قرية أو مدينة عربية أو غير عربية ليشعر الجميع ان الجنة قد أتت تسعى يتجرعونها رشفة رشفة بدأ من دعاية سجائر المارلبورو في الثمانينات وذلك الراعي الأمريكي الوحيد في الصحراء مرورا بالكوكا كولا إلى بناطيل الجينز التي آمن بها مواطنو الاتحاد السوفييتي سابقا حتى كادوا يصنعوا لها تمثالا أزرقا وقد أخبرني أحدهم ممن أمضى بضع سنوات في الاتحاد السوفييتي سابقا قبل عهد البرسترويكا أن بنطال جينز قد يصنع المعجزات في الاتحاد السوفييتي ولذلك كان لانسياب الصورة عبر وسائل الإعلام وعبر الأقمار الصناعية ووسائل التواصل الحديثة أثره الفعال في هذه المسائل وما كان أجملها لحظة حين شعرنا أن العالم كله أصبح في قبضة الكف نفعل به ما نشاء ونقفز أين شئنا ونشعر بالإنتشاء مع كل ترنيمة يهدينا بها إلى زاوية نائية لم نفكر حتى في الوقوف بها ولو ثانية.
وحضر السيد غوغل وإخوته وانشقت الأرض وأخرجت براكينها وذلك الوحش القابع فينا وصرنا نخرج النار من أفواهنا كتنين من عصر سحيق ولم يعد بإمكان الدولة أية دولة كانت أن توقف هذا المد الضخم وأن توقف هذا التيار وصار لزاما أن تتنحى جانبا وأن تلعق جراحها المميتة وتترك كلٌ إلى ما صار إليه وما صار إليه لا يشبه شيئا إلا الديناميت وأنت وحظك ، أن ينفجر الديناميت أو تفجره بنفسك وليس بإمكانك حساب تكلفة الأضرار وربما كان جسدك المتضرر الأول وليس الأخير ومفتاح التشفير لن يترك بيدك ولا أحد يتذكر أول الحدث ولا أن يتنبأ بنهايته ومن حضر أولا الدجاجة أم البيضة ولا أحد سيذكر الديك وهذا ما يحدث اليوم سواء على الساحة اللبنانية أو العراقية وقد حدث على الساحة السودانية وتحولت إلى دولتين أما الساحة الفلسطينية فقد أريد لها إما نفس الانقسام أو أن تختفي على رأس الحدث وأن تفقد السبق الإخباري حتى ينساها أو يتناسها الجميع .