تقرير| الذكرى 108 لمعركة الوحدة الوطنية.. معركة القرضابية
تمر اليوم الذكرى 108 لمعركة القرضابية التي شهدتها مدينة سرت بمشاركة مختلف القبائل الليبية، التي تمكنت بوحدتها من إلحاق هزيمة قاصمة في صفوف المستعمر الإيطالي.
معركة القرضابية التي جرت في 1915 أطلق عليها معركة الوحدة الوطنية، وفيها منيت قوات الاحتلال الإيطالي بخسائر فادحة بعد أن كانت مسيرة باتجاه سرت للقضاء على المجاهدين الذين تمكنوا من السيطرة على مرزق بعد تسعة أشهر من احتلالها.
بعد معركة مرزق قرر الجنرال الإيطالي الانتقام من المجاهدين، فوجه جيشا جرارا من الغرب باتجاه سرت للقضاء على المهاجرين، وأجبر بعض القبائل الليبية المحيطة على الانضمام لجيشه، ولكن كانت المفاجأة، إذ تمكن المجاهدين من تكبيد المحتل خسائر كبيرة بالتعاون مع قوات القبائل الليبية التي حاصرت المستعمر من الأمام والخلف، فلم ينجو من هذه المعركة إلا 500 جندي إيطالي انسحبوا فرارا من أرض المعركة.
هذه الهزيمة الضخمة كانت نتيجتها مزيد من الانتقام للقبائل الليبية من العزل، حيث استمرت عمليات القتل والتنكيل ثلاثة أيام متواصلة، ولكن في الوقت ذاته شكلت البداية لاندحار الإيطاليين، فعقب هذه المعركة سقطت الحاميات الإيطالية الواحدة تلو الأخرى وبحلول منتصف أغسطس من نفس العام الذي وقعت فيه معركة القرضابية لم يبق بيد الإيطاليين إلا مدينتي طرابلس والخمس.
بوحدة القبائل الليبية تمكن المجاهدين من دحر المستعمر الإيطالي وتسجيل ملحمة في تاريخ البلاد لم يمكن المحتل من نسيانها رغم مرور السنين.