منصة الصباح

ما ينفع في البايد ترقيع

باختصار

بقلم /د. علي عاشور

        تولي كل المؤسسات-أياً كانت طبيعة عملها- أهمية كبرى لكادرها الوظيفي، فتحرص كل الحرص على اختبارهم واختيارهم قبل توظيفهم، كما أنها تقوم بتخصيص جزء من ميزانيتها لتدريبهم وتأهيلهم…. بغية تطوير قدراتهم حتى يواكبوا ما وصل إليه زملائهم في مؤسسات الدول الأخرى.

       ولكن تمة تساؤلات يجب الإجابة عنها بدون أي مجاملة، هل يختلف الموظف في مؤسساتنا الليبية العامة على الموظف بمؤسسات الدول الأخرى؟، وهل العمل الذي يؤديه الموظف الليبي أكثر من ذاك العمل الذي يقوم به الموظف في دولة أخرى؟، عندما نجيب عن هذه التساؤلات بكل صراحة، عندها نستطيع معرفة أسباب معاناة جل مؤسساتنا الليبية العامة مع موظفيها، بسبب تغيبهم الكثير عن العمل بسبب وبدون سبب، بعذر وبدون عذر، بل منهم من يأتي للعمل لا لشيء إلا ليقوم بالتوقيع وقت الحضور، تم يغادر مقر عمله ليعود إليه من جديد قبيل وقت توقيع المغادرة…. وبين توقيع الحضور وتوقيع الانصراف أكثر من سبع ساعات خارج مقر عمله، الذي يوفر له قوته وقوت أبناءه، دون أدنى شعور بوازع الدين أو حتى بتأنيب الضمير أو على الأقل بالمسؤولية المجتمعية في خدمة مصالح الناس.

      حجج كثيرة يقدمها كل من يتهرب أو يتغيب عن عمله في ليبيا موظفاً كان أم مسؤولاً، من منا لم تقابله عبارة بأن يوم الخميس عمل داخلي، وأن الخزينة تعمل يومين فقط في الأسبوع، وأن المدير في اجتماع خارج المقر والذي قد يستمر اجتماعه لعدة أيام، وأن مدير المكتب خارج المدينة، ….. أما عبارة مقفل لسبب الجرد السنوي قد تستمر حتى نهاية شهر يناير من العام التالي…. دون مراعاة لمصالح الناس وقضاء حاجاتهم..

   لهذا فأسباب الغياب والتأخر عن العمل وفيرة ومتوافرة عند أصحابها، فلن تجد مؤسسة في بلادنا العامرة إلا وفيها ذاك الموظف الكسول الذي لا يحترم مواعيد حضوره وانصرافه، فتجده يشتكي من تطبيق القوانين واللوائح المنظمة للعمل، والتي جاءت محددة تفاصيل دقيقة لحقوق الموظف وواجباته، والتي يأتي الالتزام والانضباط في مقدمتها، لكن يبقى الأهم من تطبيق تلك القوانين هو تغيير ثقافة بعض الموظفين الذين يرون في الوظيفة العامة، ماهي إلا غنيمة مستحقة، حتى وإن كان أكثرهم مقتنع في قرارة نفسه بأنه لا يحمل ما يؤهله للعمل في هذه الوظيفة. فصدق من قال: ما ينفع في البايد ترقيع.

شاهد أيضاً

الـولاء للـــوطن

مفتاح قناو لا يمكن للمواطن الليبي العاشق لتراب هذا الوطن أن يكون شيئا أخرا غير …