منصة الصباح
اليونان و ليبيا: ترسيم الحدود حيث تتداخل المصالح الجيوسياسية والطموحات الاقتصادية

اليونان و ليبيا: ترسيم الحدود حيث تتداخل المصالح الجيوسياسية والطموحات الاقتصادية

في قلب البحر المتوسط، حيث تتداخل المصالح الجيوسياسية والطموحات الاقتصادية، تتجدد ملامح الصراع على موارد الطاقة، وهذه المرة، تتجه الأنظار نحو مفاوضات حساسة بين اليونان وليبيا، فقد أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن الطريق لا يزال طويلًا للتوصل إلى اتفاق حول ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة مع ليبيا، في تصريح يشي بصعوبة المهمة والتعقيدات الجغرافية والسياسية التي تحيط بها.

أبعاد سياسية وجغرافية: صراع على السيادة والموارد

تُعد تصريحات ميتسوتاكيس إشارة واضحة إلى عمق الخلاف الذي يعود إلى اتفاقية عام 2019 المثيرة للجدل بين طرابلس وأنقرة، والتي رسمت خريطة بحرية جديدة تتجاهل حقوق الجزر اليونانية في المنطقة.

ويرفض اليونانيون هذه الاتفاقية بشدة، ويعتبرونها انتهاكًا للقانون الدولي، مؤكدين أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يبنى على أساس “راسخ” في القانون الدولي وليس على “مذكرات تفاهم لا أساس لها”.

تعتبر هذه المفاوضات محاولة يونانية لإعادة رسم المشهد الجيوسياسي في شرق المتوسط، خاصةً بعد أن قدمت أثينا رسالة احتجاج رسمية للأمم المتحدة ضد مطالب ليبيا الأخيرة.

وترى اليونان أن الموقف الذي تتبناه ليبيا وتركيا، والقاضي بترسيم الحدود بناءً على السواحل القارية فقط، يتجاهل حقوق الجزر، وهو ما يتعارض مع اتفاقيتها الخاصة مع مصر عام 2020، والتي تراها أثينا نموذجًا للتعاون القانوني.

لعبة الطاقة الكبرى: «شيفرون» تدخل على الخط

تكتسب هذه المفاوضات أهمية مضاعفة مع “التطورات الرئيسية” في قطاع الطاقة، وعلى رأسها دخول شركة الطاقة الأمريكية العملاقة «شيفرون» في المناقصة الدولية لاستكشاف أربع كتل بحرية جنوب جزيرة كريت.

هذا التحرك من قبل شركة دولية كبرى يؤكد أن المنطقة مرشحة لتكون مركزًا رئيسيًا للاستكشافات النفطية والغازية.

ويربط ميتسوتاكيس بوضوح بين المفاوضات مع ليبيا والمصالح الاقتصادية لليونان، مشيرًا إلى أن “هذه العملية مع ليبيا تأتي بعد أيام فقط من دخول شركة شيفرون رسميًا في عطاء الكتل البحرية، ما يؤكد أهمية الوضوح القانوني والتعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط”.

هذا الربط يوضح أن الصراع على الترسيم ليس مجرد نزاع على السيادة، بل هو سباق محموم على حقوق التنقيب عن موارد الطاقة، التي قد تغير موازين القوى في المنطقة.

وفي ظل تعقيد المشهد، يبقى السؤال: هل تنجح المفاوضات الفنية بين البلدين في تجاوز العقبات السياسية والجغرافية، أم أن شرق المتوسط سيبقى ساحة لتنافس المصالح الدولية على حساب استقرار المنطقة؟

شاهد أيضاً

أسعار النفط تتراجع 1% وبرنت يسجل 67 دولارا للبرميل

استقرار أسعار النفط عالميا وبرنت أقل من 69 دولارا للبرميل

الصباح/ وكالات استقرت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، عقب ارتفاعها بأكثر من 1% …