بقلم /إبراهيم تنتوش
سبق وأن أشرت في مقال وطني الجريح إلى موضوع العقول المؤجرة وأسهبت الحديث في أنها جزء من الأسباب الرئيسية لضياع الأوطان لأنهم باعوا وسلموا عقولهم لأصحاب الأجندات الخارجية التي لاهم لها إلا تدمير الوطن وتمزيقه بالكامل ونشر العداوات بين أبناءه ليبقى العداء متأصلاً بينهم جيل بعد جيل ، وفي هذا المقال نحاول التعريج على المعادلة التي أوصلت أصحاب تلك العقول إلى ما وصلوا إليه .
إذا كُنَّا نحن ننام فأعداء الأمة لاينامون بل يمكرون الليل والنهارمن أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم التي لاتتحقق لهم إلا من خلال السيطرة على خيرات البلدان الأخرى والسيطرة على الدول واخضاعها تحت سيادة هذه القوى أو تلك قد تغيرات المعادلات القديمة المنبثقة من الحروب العسكرية كوسيلة للسيطرة على ماتصبوا إليه هنا أو هناك وأصبحت تبتكر في وسائل مختلفة خبيثة عملوا من أجلها وسخّروا لها الوسائل المناسبة لكل منها ونجحت تلك الوسائل إلى حد كبير في السيطرة على المناطق المحددة في أهدافهم وذلك من خلال السيطرة على عقول تلك الشعوب التابعة للبلدان التي يُراد نهب خيراتها ونمت على عدة مراحل وأهمها هي مرحلة هدم وتدمير منطومة القيم الأخلاقية أيقنوا بأنهم إذا نجحوا في تدمير القيم الأخلاقية لأي مجتمع فيصبح من السهل التحكم فيه وتوجيهه إلى الاتجاه الذي تريده منه .
وفتحوا مراكز للدراسات الاستراتيجية المتخصصة لكل قوم ومجتمع ومعرفة ماهي الركائز التي يتقوى بها وهي مصدر قوته ووحدته وبالتالي عملوا دراساتهم على كيفية هدم تلك المصادر لذاك المجتمع ومن خلال دراساتهم وجدوا أن منظومة القيم والأخلاق المنبثقة من العقيدة التي ينتمي لها أي مكون اجتماعي هي مصدر قوة ذاك المجتمع وعليه يجب التركيز عليها والعمل على هدمها ومسخها وأفراغها من محتواها ومن خلال الدراسات التي أُجريت وصلوا إلى أنه من الممكن في تقديراتهم أن تدمر أي مجتمع خلال فترة لا تقل عن خمسة عشر سنة وتصل رلى عشرين سنة فيقولون أن هذه المدة كافية لتدمير القيم والأخلاق لأي مجتمع مستهدف احتلاله وقد يتسأل البعض لماذا هذه المدة بالتحديد ؟ فالجواب يقوله علماء النفس أن مدة عشرين سنة مدة كافية لتنشئة جيل وتعليمه وترسيخ المفاهيم المراد نشرها فيه منذ الولادة إلى أن يصل درجة البلوغ الكامل .
ولكي يصلوا إلى هذا الهدف لابد لهم من تدمير الركيزة الأساسية .
إذن من خلال هذه المدة تتمكن تلك الأيادي الخفية أن تلعب في الظلام من خلال تربية وتنشئة جيل كامل من الولادة إلى سن البلوغ والنضج على القيم الأخلاقية البديلة والمبتذلة الرخيصة التي لاتمت إلى دين ولاعرف ولاعادات ولاتقاليد إنما هي لإشباع الغرائز البهيمية في الغالب وليس لها أي ميعار ترجع إليه إلا هوى النفس ويتم ترسيخ هذه الأخلاق الرخيصة في عقلية ذاك الجيل ليتكون المجتمع المراد السيطرة عليه وتتشكل رؤيته وعقيدته وشخصيته المطلوبة لهم والتي من شأنها نسف المـجتمع الأصلي وطمس هويته مع مرور الزمن .