منصة الصباح

تدمير‭  ‬الأوطان‭ ‬ ‭2)_2)

بقلم /إبراهيم‭ ‬تنتوش

ولتحقيق‭ ‬هدفهم‭ ‬هذا‭ ‬لابد‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬التلاعب‭ ‬بالدين‭ ‬والعقيدة‭ ‬التي‭ ‬يرجع‭ ‬إليها‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬السخرية‭ ‬بالرموز‭ ‬الدينية‭ ‬واسقاط‭ ‬هيبتهم‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬اجلالهم‭ ‬واحترامهم‭ ‬لدى‭ ‬العوام‭ ‬وتهويل‭ ‬المآخذ‭ ‬عليهم‭ ‬وتنفير‭ ‬الناس‭ ‬منهم‭ ‬بل‭ ‬جعلهم‭ ‬مضحكة‭ ‬ومحل‭ ‬سخرية‭ ‬بين‭ ‬السفهاء‭ ‬وتصيد‭ ‬اخطائهم‭ ‬وتهويلها‭ ‬وجعلها‭ ‬الإسطوانة‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬الأخبار‭ ‬العاجلة‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬يتم‭ ‬تلميع‭ ‬من‭ ‬يهاجم‭ ‬العلماء‭ ‬والمرشدين‭ ‬وتقديمهم‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬مفكرون‭ ‬ومحللون‭ ‬ودكاترة‭ ‬ملهمون‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هؤلاء‭ ‬يتم‭ ‬نشر‭ ‬العقائد‭ ‬الباطنية‭ ‬المنحرفة‭ ‬والمناهج‭ ‬البدعية‭ ‬الضالة‭ ‬ويتم‭ ‬ترويجها‭ ‬وتسويقها‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬ذلك‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬اجتهادات‭ ‬دينية‭ ‬حديثة‭ ‬لمواكبة‭ ‬الحضارة‭ ‬العالمية‭ – ‬زعموا‭ – ‬
ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الإبراز‭ ‬لتلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الفكر‭ ‬المستنير‭ ‬والرأي‭ ‬الحر‭ ‬والدين‭ ‬الوسطي‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬أصبح‭ ‬جزءاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬حيز‭ ‬العقل‭ ‬لتلك‭ ‬الأجيال‭ ‬لتتربى‭ ‬عليها‭ ‬وتتواصل‭ ‬مع‭ ‬منظومة‭ ‬افساد‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صرف‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬تعلم‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬جاد‭ ‬وبنَّاء‭ ‬يواكب‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬وفعّال‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬فكثرت‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬والمحصلة‭ ‬العلمية‭ ‬لاشيء‭ .‬
وبعد‭ ‬افساد‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاربة‭ ‬الدين‭ ‬وأهله‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬المربيين‭ ‬الصادقين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬سينتج‭ ‬لنا‭ ‬جيل‭ ‬الحس‭ ‬الوطني‭ ‬عنده‭ ‬منعدم‭ ‬تماماً‭ ‬وروح‭ ‬الولاء‭ ‬للوطن‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لها‭ ‬والأدوات‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬يتقدمها‭ ‬أناس‭ ‬باعوا‭ ‬ضميرهم‭ ‬قبل‭ ‬دينهم‭ ‬فبالتالي‭ ‬بيع‭ ‬الوطن‭ ‬عندهم‭ ‬شيء‭ ‬بسيط‭ ‬جداً‭ .‬
ولعلنا‭ ‬أصبحنا‭ ‬نرى‭ ‬ذلك‭ ‬واضحاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إبراز‭ ‬بعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬لايهمها‭ ‬إلا‭ ‬مصالحها‭ ‬الشخصية‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬يطلبه‭ ‬الداعمون‭ ‬لأنهم‭ ‬فقدوا‭ ‬دينهم‭ ‬وأخلاقهم‭ ‬ونجح‭ ‬أعداؤنا‭ ‬في‭ ‬جر‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬ماخططوا‭ ‬له‭ ‬وهو‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‭ ‬والأزمات‭ ‬العميقة‭ ‬والحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نجحوا‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬وطمس‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬لمجتمع‭ ‬كان‭ ‬معروفا‭ ‬بالحشمة‭ ‬والحياء‭ ‬وهكذا‭ ‬تُباع‭ ‬الأوطان‭ ‬أخي‭ ‬القاريء‭ ‬كما‭ ‬ترى‭ .‬
ولكن‭ ‬أخي‭ ‬القاريء‭ ‬لاتفقد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أبداً‭ ‬فالحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬بها‭ ‬أعداؤنا‭ ‬وهي‭ ‬محاولة‭ ‬إبعاد‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬والقيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬،‭ ‬إذن‭ ‬فالحل‭ ‬هو‭ ‬بعودتنا‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬مبادئنا‭ ‬وأخلاقنا‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬وبعودة‭ ‬صادقة‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬وامتثال‭ ‬أوامره‭ ‬فإنه‭ ‬العلاج‭ ‬الوحيد‭ ‬والقوي‭ ‬لإيقاف‭ ‬خطر‭ ‬منظومة‭ ‬تدمير‭ ‬الأخلاق‭ ‬والاستهانة‭ ‬بالمقدسات‭ ‬والثوابت‭ ‬واحترام‭ ‬الرموز‭ ‬الدينية‭ ‬لأن‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الغراء‭ ‬هي‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬وتنظم‭ ‬العلاقات‭ ‬بيننا‭ ‬وتجعلها‭ ‬تتناغم‭ ‬بطريقة‭ ‬سلسلة‭ ‬بيننا‭ ‬وتكون‭ ‬سبباً‭ ‬لحفظ‭ ‬وتماسك‭ ‬المجتمع‭ ‬بكل‭ ‬طوائفه‭ ‬وتفوّت‭ ‬الفرصة‭ ‬على‭ ‬أعدائنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬افشال‭ ‬مخططاتهم‭ ‬في‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭ .‬

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …