مع ولوجنا لثاني أسابيع 2020، ترنو أعين محبي كرة القدم في ليبيا إلى العام الجديد بنظرات كلها أمل في مستقبل أكثر نجاحاً، رغم ما يكتنف مسيرة (فرسان المتوسط) من صعوبات وتحديات ترقى إلى مستوى العوائق.
في هذا العام ينتظر منتخبنا الأول استحقاقان مهمان على المستوى القاري، ويتمثلان في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2021 المقرر إقامتها في الكاميرون، ونظيرتها الخاصة بالترشح إلى كأس العالم 2022 الذي سيلعب لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، على الملاعب القطرية تحديداً
أما منتخب المحليين فبات الأقرب للعب نهائيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين (شان إثيوبيا 2020) بعد قرار الجامعة التونسية لكرة القدم بعدم المشاركة في البطولة.
بوخلال وطلحة رزق على رأس الوجوه الجديدة القريبة
من الانضمام لفرسان المتوسط
خطط تتقدم ثم تتأخر
اتحاد كرة القدم استبق تحديات 2020 باجتماع الشهر الماضي جمع رئيسه عبد الحكيم الشلماني بالجهازين الفني والإداري للمنتخب الأول، ونتج عن الاجتماع قرارات مهمة أبرزها تجهيز معسكرات إعدادية للمنتخب تتخللها مباريات ودية، على أن يترك تحديد المنافسين في تلك المباريات وفقاً للظروف.
بعد ذلك بأيام أعلن البنزرتي في مقابلة متلفزة أنه اتفق مع الشلماني على إقامة تجمع اً في طرابلس وآخر في بنغازي للوقوف على مستوى اللاعبين المحليين في ظل توقف الدوري، والرفع من مستوى لياقتهم البدنية، لكنه عاد لاحقاً وقال أن صعوبات عدة تحول دون تحقيق هذه التجمعات، مبقياً على خيار المعسكرات الخارجية، والمتوقفة بدورها على قرارات اتحاد الكرة.
في انتظار المباريات الرسمية يظل السؤال الأهم قائما « لماذا تغيب الاستراتيجيات الواضحة عن مراكز صنع القرار الكروي؟»
البحث عن الطيور المهاجرة
توقف الدوري دفع مسييري المنتخب للتفكير في اللاعبين الناشطين خارج الديار، ويبدو أن الـ16 محترفاً الذين ضمتهم قائمة (فرسان المتوسط) في مباراتي تونس وتنزانيا ضمن تصفيات (كان 2021) لم تنل إعجاب الجهاز الفني ، فبدأ يبحث عن بقية الطيور المهاجرة، لا سيما تلك التي لم تمثل يوما المنتخبات الوطنية.
ويبرز اسم زكريا بوخلال على رأس هؤلاء، فلاعب ألكمار الهولندي سيكون مكسبا كبيراً لليبيا إن نجحت لجنة المنتخبات في إقناعه بارتداء قميص الفرسان.
بوخلال الذي يحمل الجنسية الهولندية والمغربية سبق له اللعب لمنتخب هولندا للفئات السنية، وستواجه التطلعات الليبية لضمه منافسة قوية من الجانب المغربي، كونه يملك جنسية مغربية، إلى جانب إمكانية لعبه مع منتخب الطواحين الهولندية الأول.
اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً ، والذي يلعب في مركز الجناح الأيمن شارك في تسع مباريات مع فريقه بالدوري الهولندي هذا الموسم، إلى جانب مباراة واحدة في الدوري الأوروبي.
وستكون أسماء محمد بالتمر مهاجم ألدر شوت تاون الإنجليزي الناشط في دوري الدرجة الخامسة، راشد التومي حارس مرمى كاراسانو الذي يلعب في الدرجة الرابعة بإيطاليا وزكريا البوزيدي متوسط ملعب نادي ووترفورد الإيرلندي حاضرة إلى جانب بوخلال في قائمة يرغب اتحاد الكرة أن تعزز صفوف منتخبنا هذا العام.
وجوه جديدة
نظرة القائمين على إدارة المنتخب فنياً ستركز على طلحة رزق المتألق هذه الأيام مع فريقه الاتحاد المنستيري التونسي، الذي شكل مفاجأة كبرى بتصدره فرق الدوري التونسي بـ28 نقطة من 12 مباراة.
طلحة يؤكد في كل مباراة على علو كعبه، وآخرها يوم السبت الماضي أمام اتحاد بن قردان،عندما قدم كرة على طبق من ذهب لزميله النيجيري أنتوني أوكبوتو فسجل هذا الأخير الهدف الأول للـ(أوسمو)، علما بأن المباراة انتهت لمصلحة زملاء طلحة 2/0.
كما سيتابع الجهاز الفني محمد الترهوني ومفتاح طقطق المتألقين على الملاعب المصرية وصولة الذي يقدم مستوى ثابتا في الدوري البحريني، إلى جانب أكثر لاعبين ناجحين حاليا وهما حمدو الهوني نجم الترجي التونسي وسند الورفلي صخرة دفاع الرجاء المغربي.
آمال في العودة
وقد يشكل هذا العام بوابة يعود من خلالها محمد المنير إلى المنتخب بعد فترة غياب بسبب الإصابة الخطيرة التي لحقت به، إضافة إلى مشاكل التأشيرة التي باعدت بينه وبين الفرسان في مرات سابقة.
لاعب لوس أنجلوس الأمريكي تعرض لكسر فى الجمجمة، إثر تدخل عنيف ومتعمد من السويدي زلاتان إبراهيموفيتش اللاعب السابق لفريق لوس أنجلوس جالاكسي في ديربي (الترافيكو) العام الماضي، وتغيب عن الملاعب لفترة طويلة، إلا أنه عاد للملاعب مرتديا قناعاً واقياً من الصدمات.
المنير قد يعود للمنتخب كلاعب لفريق جديد، بعد أن كشفت بعض التقارير أنه قريب من سامبدوريا الإيطالي، بالإضافة إلى أن ناديي الهلال السعودي وأنجيه الفرنسي، أبديا رغبة كبيرة في الظفر بخدماته.
و يترقب الجمهور الليبي عودة مهاجم كروتوني الإيطالي، أحمد بن علي الغائب عن المشاركة منذ أكثر من شهرين بسبب الإصابة.
روزنامة 2020
على المستوى الرسمي سيخوض منتخبنا أولى مبارياته هذا العام أواخر شهر مارس المقبل في دور المجموعات للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، والذي لم تتحدد معالمه بعد.
المنتخب الليبي حل في المستوى الثالث لمنتخبات القارة (تبعا لتصنيف الفيفا لشهر ديسمبر)، وسننتظر إلى الـ21 من الشهر الجاري لمعرفة أية مجموعة سيقع فيها المنتخب الليبي ومن هم منافسوه.
وسيشارك 40 منتخبا في دور المجموعات، حيث سيتم توزيعها إلى 10 مجموعات، وسيتأهل متصدر كل مجموعة إلى الدور النهائي، حيث سيلعب كل منتخبين تضعهما القرعة في مواجهة بعضهما مباراتين، يتحدد إثرهما هوية المنتخبات الخمس المتأهلة إلى مونديال قطر.
أما على صعيد تصفيات الكان، فسيلعب فرسان المتوسط آخر مباريات الذهاب أمام غينيا الاستوائية في آخر أيام شهر أغسطس، ثم يطير بعدها بأيام إلى مالابو لمقابلة ذات المنتخب يوم 8 سبتمبر .. وفي الـ5 من أكتوبر ستستقبل ليبيا تونس، وتختتم التصفيات بمباراة تنزانيا في دار السلام.
هل يظهر الفرسان في الشان ؟
لكن ظهوراً آخر للمنتخب الليبي في المسابقات القارية يبدو في طريقه للحدوث هذا العام، بعد قرار الجامعة التونسية لكرة القدم عدم المشاركة في البطولة، بسبب التأخر في تحديد موعدها (من فبراير إلى أبريل)، مما سيؤدي إلى ازدحام في جدول المنتخب والأندية التونسية.
المنتخب الليبي هو الأقرب للمشاركة لأنه المنافس الذي أقصته تونس في التصفيات، ورغم أن الاتحاد الإفريقي للعبة (الكاف) لم يقرر شيئا بهذا الخصوص، فإن الأمل يحذو الليبيين في مشاركة منتخبهم وتكرار تجربة الدنمارك التي تأهلت إلى كأس أوروبا سنة 1992 بعد استبعاد يوغسلافيا، ثم تجاوزت لاحقا منتخبات قوية كهولندا وألمانيا وأحرزت اللقب.
وفي الختام
يظل السؤال الأبرز الذي يؤرق محبي كرة القدم في ليبيا ويدور على ألسنتهم وتتناقله صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي (لماذا تغيب الإستراتيجيات الواضحة عن مراكز صنع القرار الكروي ؟ .. وهو سؤال يتبع بأخر مثل :ما القادم تحديداً على مستوى الإدارة الفنية للمنتخب؟ وهل سيستمر البنزرتي بعد انتهاء عقده في شهر مارس القادم ؟ ومن سيقود منتخب المحليين إن قررت ليبيا المشاركة في (شان 2020) ؟ ولماذا لا تحدد مواعيد مباريات الفرسان الودية ويعلم المنافسون فيها مسبقا؟ بالإضافة إلى سؤال عن قدرة اتحاد الكرة على تنظيم المسابقات المحلية في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد .. أم أن التخبط والعشوائية ستظل المهيمنة على المشهد الرياضي وستعصف بكل آمال الشارع الرياضي ؟!.
معسكرات إعدادية تنتظر المنتخب ابتداءً من الشهر الجاري
لكنها تظل مجرد تصريحات إعلامية
كتب: مناف بن دله