منصة الصباح

بيروت.. نقـــوش ذاكرة متعبة

أحمد الدويني

كلما ضاق المكان اتسعت الذاكرة تلملم بقايا إرث خطى المثقفين على أرصفة بيروت التي تغيرت وجوهها بين الأمس واليوم  والذين انسابوا مع صخرتها في الروشة وشارع الحمراء والحازمية وتلة الخياط أحياء ورموز بيروت القديمة قد لا يعلم الحاضر ما أثقل هذه المدينة قبلة الشعراء والكتّاب العاشقة التي تميل الجميع ولا تهب نفسها لأحد

في بيروت تنفّس الغبار رئتي بلقيس القصيدة رهينة موت حزين  ذات مساء أدمى فؤاد شاعر كبير « نزار قباني « وقتها انشطرت المدينة نصفين في حرب أهلية أكلت القلوب قبل الأجساد وشردت بعيون أهلها بعيدا لكن المدينة حفظت أسماء كبار زائريها ومن مروا  حتى أولئك العابرون الضروريون أسماء محبيها تناثروا كعقد جميل حول عنقها تتباهى بهم كما تباهوا بها .. مرّ من هنا ..

الشاعر محمد الفيتوري ومحمد الجواهري حنا مينا نزار قباني الصادق النيهوم  ويبقى الكثير قليل وتظل معالم عقول مبدعيها راسخة في حجارتها .. سعيد عقل مجنون أخر بحبها مقترح لغة الحرف اللاتيني من حجارة تاريخها الشوفيني الأخير من حب مستديم أثير الزجل وموزع قصائد الفصحى كالحلوى .. مخائيل نعيمة الناحل المصقول من حجارتها وندى أرجوانيها بينما ظل جبران خليل جبران في نظرة أثيريه ساكبا فيها رحيقه المختوم بسحر فلسفة  نثره وشعره كأنه من هناك رأى لبنانه لكم لبنانكم ولي لبناني  وكيف تبدو ست العرائس بيروت واسطة عقد المدائن  من يعرف بيروت يجهل كم تعذبت هذه المدينة  ودفعت ثمن في الحروب التي خيضت فوق أرضها وتحت سمائها كل المدن جميلة في عيون أبنائها لكن لبيروت في قلوب العرب ذكريات  لا تنسى موصولة بماأعطته المدينة لهؤلاء من نوستالجيا الحنين !

شاهد أيضاً

الزني …..ولايهتف إلا باسمك …!

الصباح – حنان علي كابو عبر صفحتها على وسائل التواصل الاجتماعي،أعلنت الشاعرة نعيمة الزني عن …