الصباح/ حنان علي كابو
أضيف مولودٌ جديد للمشهد الثقافي الليبي، بالإعلان خلال الأيام الماضية، عن تأسيس “بيت صبراته الثقافي”، من قبل مجموعة تهتم بالشأن الثقافي والأدبي والفني..
وقال صاحب الفكرة، ورئيس مجلس إدارة الجمعية، الإعلامي “بشير بلاعو”، إن “بيت صبراته الثقافي”، هو كناية عن جمعية أهلية غير حكومية ذات شخصية قانونية، تم إشهارها رسمياً بموجب كتاب صادر عن مفوضية المجتمع المدني مطلع شهر ديسمبر/ 2024..
وأضاف “بلاعو”، أن هدف الجمعية هو التأكيد على ثقافة وأهمية الكتاب، وتوسيع قاعدة عادة اقتنائه، و تعزيز وشائج الترابط بين المجتمع الثقافي المحلي، والمشهد الثقافي الليبي العام، وكذلك إعلاء قيم الثقافة والفنون و الآداب، تعزيزًا لروح الهوية الوطنية وقيمها الأصيلة..
وأوضح أن الجمعية تأمل أن تقيم جسر تواصل و تفاعل، بين أجيال المنشغلين بالشأن الثقافي، ومنبرا للتنوير والتنمية المعرفية، وتعزيز قيم الحوار الهادف و البنَّاء..
وأفصح “بلاعو” عن التطلعات التي يسعى إليها مؤسسو البيت الثقافي، قائلاً :- بيت صبراتة الثقافي يتطلع لأن تهوى إليه أفئدة الناس لنبُل مقاصده، ولن يتوانَ عن طرق أبواب قلوبهم المحبة للحق والخير والجمال، وعقولهم المجبولة على معاني النص القرآني المقدس “وقُل ربي زدني علما”..
تأمل الجمعية أن تجد أنسب السُّبل لانتهاج كل الوسائل المتاحة، والمتعارف عليها في شأن العمل الثقافي، لا سيما ذات الطبيعة المباشرة، كتنظيم وتقديم المحاضرات، و الندوات، والمسابقات، والعروض للعموم ولفئات بعينها، واستضافة والمشاركة في المحافل الثقافية بشتى صنوفها..
وأما عن محور الانشغال الرئيس للجمعية، فأوضح أنه إقامة دار للكتاب بمدينة صبراتة، تهتم وتقوم بالنشر الثقافي، ورقيا واليكترونيا، بالإضافة لتأسيس مهرجان سنوي للثقافة والفنون، يستلهم ويستفيد من خصائص الموقع المتميز للمدينة، و مزايا معلمها الأثري الشهير، ومكانتها التاريخية..
وأضاف أن كل عمل ثقافي هادف هو عمل مهم الآن، وفي المستقبل، فالعمل الثقافي بوجه عام، لا يفقد قيمته ولا أهميته بالتقادم مثلا، ففي يومنا هذا، ونحن نكاد نجاوز الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، ما نزال، أفرادا ومؤسسات ومصادر ، نذكر أن أول نص روائي متكامل، ألَّفه إنسان على مر التاريخ، هو رواية “الجحش الذهبي”، التي ألَّفها “لوكيوس أبوليوس”..
و لما كان قد ألفها بصيغة لتبرئة نفسه، من تهم بالشعوذة والسحر، وقام بإلقائها على مسمع العموم بمسرح صبراتة، فقد ذاع نعتها باسم “دفاع صبراتة”، ولعل هذه المسألة بحد ذاتها تشكل دافعا قويًا ، لا لأهل المدينة وحدها، و إنما لكل المثقفين الليبيين، للاحتفاء بهذا الإرث المقترن بالثقافة، والعمل الثقافي الإنساني على مر التاريخ..
من هنا تعوّل الجمعية، أولا ، على أولئك الذين يستشعرون مثل هذه المسئولية التاريخية، إن جاز التعبير، سواء بمدينة صبراتة، أو على مستوى ليبيا بكل امتداداتها الجغرافية، وتعدّد وتنوع مشاربها الثقافية، وهما بتقديري، الجغرافيا مقترنة بالتاريخ، و الثقافة مقترنة بالتنوع الإثني، منهلان لثراء أسطوري تملكه الشخصية الليبية المدركة لذاتها..
لا أقول، في الوقت الحاضر، و لكننا نعمل على بلورة أفكار وتصورات، نعتقد أنها قابلة للتنفيذ، ونأمل أن تحقق الإضافة المرجوة للمشهد الثقافي الليبي..
نحن لسنا في عجلة من الأمر، ونريد أن نسير بثبات، حتى نظل على الطريق، ونعول على تقبل الوسط الثقافي وتفاعل مشهده الجميل..
الذين بادروا لدعم ومساندة وضع ركائز بيت صبراتة الثقافي، هم لفيف من أشخاص، يقيم جميعهم بمدينة صبراتة، وتلتقي مشاربهم عند محبة مدينتهم، وتوقهم للمساهمة في الحراك الثقافي، والتحفيز على أوسع مشاركة ممكنة، في إثراء مشهده المحلي والعام..
بيت صبراتة الثقافي هو فضاء بلا جدران تفصله عن كل راغب، في الانضمام لقائمة مبادئه وأهدافه، ابتداءً من سن الخامسة عشر، و ما يسوّر البيت هو فقط الاحترام المتبادل، والرغبة المشتركة في خدمة الشأن الثقافي العام..