كتب/ أحمد أبوعجيلة
بعد غيابٍ دام قرابة عامين، عاد بول بوغبا إلى الواجهة، ليس فقط بتوقيع جديد، بل برغبة متجددة في الحياة. اللاعب الفرنسي، بطل كأس العالم 2018، خطف الأنظار وحرّك المشاعر عندما أعلن نادي موناكو عن ضمّه حتى يونيو 2027، في لحظة وصفها بوغبا: “الحياة منحتني فرصة جديدة”.
كان آخر ظهور رسمي لبوغبا في سبتمبر 2023، قبل أن تتوالى عليه الضربات: إصابات، مشاكل عضلية، قضية ابتزاز شقيقه له تحت تهديد السلاح، ثم قرار الإيقاف بسبب مادة محظورة اكتُشفت في دمه. بدا وكأن مسيرته انتهت، لكن روحه لم تنكسر.
رغم الاختطاف والإيقاف .. لم يفقد الآمل
في واحدة من أغرب القصص في عالم كرة القدم، تعرّض بوغبا لكمين في مارس 2022 حيث تم اختطافه من طرف أصدقاء طفولته وشقيقه ماتياس، الذين طالبوه بـ13 مليون يورو. صمت بوغبا طويلًا، وحارب وحده، قبل أن تتضح الحقائق، ويصدر الحكم في نهاية 2024 بسجن المتورطين.
وفي أغسطس 2023، جاءت الصدمة الأخرى: فحص منشطات إيجابي، أدى إلى إيقافه لمدة 4 سنوات، خُفّضت لاحقًا إلى 18 شهرًا بعد أن أثبت دفاعه أن المادة جاءت من مكمل غذائي وصفه له طبيب في الولايات المتحدة.
اليوم، بعد انقضاء العقوبة، يجد بوغبا نفسه أمام فرصة جديدة، كأنها ولادة ثانية. أعاد ترتيب حياته، وتحدث في مايو الماضي لمجلة GQ قائلاً: “لقد خبأت كل شيء، حتى عن أطفالي… لكن الآن عدت، أكثر تصميمًا من أي وقت مضى”.
موناكو: المسرح الجديد لمسيرة مختلفة
اختار بوغبا نادي موناكو، الفريق الطموح الذي أنهى موسمه في المركز الثالث بالدوري الفرنسي، ويستعد للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. خطوة تحمل دلالة مزدوجة: العودة للعب في بلده الأم لأول مرة في الدرجة الأولى، وبداية جديدة في نادٍ يمنحه الأمان بعيدًا عن الضغوط.
بموناكو، يطمح بوغبا لاستعادة مجده المفقود، ولعلّه يجد هناك السكينة التي افتقدها في يوفنتوس ومانشستر يونايتد. ومع عمر 31 عامًا، يدرك بوغبا أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة لإثبات ذاته… لا فقط كلاعب موهوب، بل كـ”ناجي” من عواصف الحياة والملاعب.
قصة بوغبا لم تكن يومًا فقط عن الألقاب والأهداف، بل عن إنسان تعرّض للسقوط، واختار النهوض. والآن، تحت أضواء موناكو، تبدأ الفصول الأخيرة من رواية بوغبا… ومن يدري فقد تكون الأجمل.