في السويد، ما زالت بعض الوصفات الشعبية صامدة في وجه الحداثة، لكن القليل منها يثير الجدل والدهشة كما يفعل طبق Blodpudding، أو كما يُترجم حرفيًا: بودينغ الدم.
هذا الطبق الغريب الذي يبدو للبعض جزءًا من طقوس زمن قديم يُصنع من دم بعض الحيوانات ممزوجا بالدقيق والتوابل، ويُخبز في الفرن حتى يتماسك. وعادةً ما يُقدَّم مع البطاطس المهروسة أو مربى التوت الأحمر، في مزيج نكهة يصعب تخيّله لمن لم يجربه.

لكن من أين جاء؟
يعود أصل بودينغ الدم إلى عصور الفقر والشتاء القارس في شمال أوروبا، حين لم يكن بالإمكان هدر أي جزء من الذبيحة. فاستُخدم الدم باعتباره غنيًا بالبروتين والحديد لصنع أطباق مغذية وسهلة الحفظ. واليوم، ما زال يُقدَّم في المدارس والمطاعم الشعبية السويدية، وإن كان يلقى تراجعًا ملحوظًا بين الأجيال الجديدة.

الغريب؟
رغم غرابة المكونات، يُعد طبق بودينغ الدم جزءًا من الهوية الغذائية في السويد، مثل الهاغيس في اسكتلندا أو الكسكسي بالكرشة والعصبان في ليبيا و بعض دول المغرب وبين من يراه “كنزًا تقليديًا” ومن لا يطيق حتى رائحته، يظل هذا الطبق شاهدًا على ما يمكن للموروث أن يخبئه من غرائب.