منصة الصباح

بوب مارلي 1-2

زكريا العنقودي

الثمانينات في ليبيا كانت جحيم ، كنا صغار في العمر ، ولا يوجد في الدولة مصطلح ترفيه ، فقط كان هناك الزحف المقدس ، و يابركان الغضب ، وما شابه ذلك .

في الثانوية تصل متأخر ، نتيجة حافلة (عرادة السوق) تاخرت ساعة على موعد وصولها لمحطة ميدان الغزالة ، وانت واقف في عز البرد ، والمطر سيل من السماء ، تردد داعيا الله ، ياربي ان شاء الله ما تجيش ، بيش نروح لجدي مبلل بالمطر ، و نقوله ريتني كيف حالي اهي الحافلة ماجتش و روحت ، و نكمل يومي عطلة .

تخونك كل خططك حينها ، وانت كيف بتروح تجيك هذيك الحافلة، وكأنها الاناكوندا من فرط طولها ، دبل قابينة ، ومن الوسط قومة ، نحير فيها حتى كيف ادور من الميدان . ورغم مشيها المتعثر ورائحة النافطة التي تزكم الانوف ، توصلك لكن فقط متأخر ساعة .

وانت داخل للمعهد ، تحسابه رئيس عرفة بلعيد الله يرحمه ، بيسألك علاش تاخرت ، أو شن ظروفك ، على طول يعطيك الامر خش الساحة . ارفع سروالك ،وازحف على ركابك .. وتقعد للاستراحة هذا حالك .
المهم مش هذا الموضوع اصلا غير كلام يجيب كلام .

نروح للحوش بعد كل عذاب الهدهد هذا ، وكنت شاري بيكاب ماركة كراون ، من السوق المجمع شارع الجمهورية اعتقد ب 175جنيه ، سيستم صح ثلاث ادوار ، وكنت قد تحصلت على هدية من صديق لا داع لذكر اسمه الان على اسطوانة ( Exodus ) للبوب مارلي .

كنت اغتسل من هم ذاك اليوم ، انا الطالب المجتهد الصغير كنت حينها في اول ثانوي، وكل درجاتي امتياز ويشهد شيوخي وزملائي على ذلك ، اكرر على نفسي، ما ذنبي كون الحافلة تاخرت ، ان امسح كل ساحة معهد مالك بن انس بركبتاي.

كان البوب مارلي حينها ، وتلك الاسطوانة بالذات ،وسيلتي ان انسى كل ذلك ، كنت استمع اليها واتمنى ان اهاجر ، ان اغادر كل الجحيم الذي كنت فيه .

لكن قدر الله وماشاء فعل

فانا و اضافة لغبائي الشديد

طائر غير مهاجر .

شاهد أيضاً

انتشار الكوليرا بوتيرة مقلقة في إقليم دارفور بالسودان

انتشار الكوليرا بوتيرة مقلقة في إقليم دارفور بالسودان

سجلت مناطق واسعة من إقليم دارفور في السودان ارتفاعًا مقلقًا في عدد الإصابات اليومية بمرض …