الصباح/أ ف ب: اختتم الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس في عمان جولة في الشرق الأوسط سعى فيها لتشجيع دول عربية زارها على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الإمارات.
وسعى بومبيو في جولته التي قادته إلى البحرين وسلطنة عمان والسودان بشكل خاص إلى حث هذه الدول على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد الاتفاق التاريخي في هذا الإطار بين الدولة العبرية والإمارات العربية المتحدة، ولكنه بدا وكأنه غادر خالي الوفاض، أقله في الوقت الحالي، حيث لا يبدو أن هذه الدول مستعدة للإقدام على ذلك.
وكتب بومبيو في تغريدة على تويتر “التقيت اليوم مع سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد لمناقشة أهمية بناء السلام والاستقرار والازدهار عبر مجلس تعاون خليجي موحد”.
وأكد بومبيو على امتنانه “لشراكتنا الأمنية القوية والعلاقات الاقتصادية”.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء العمانية إنه “خلال المقابلة تم استعراض أوجه التعاون الثنائي القائم بين السلطنة والولايات المتحدة في إطار العلاقات الوطيدة التي تربطهما والأمور ذات الاهتمام المتبادل بين الجانبين”.
وبومبيو هو أول مسؤول غربي رفيع يلتقي السلطان هيثم الذي خلف السلطان قابوس الذي توفي في كانون الثاني/يناير الماضي بعد توليه حكم السلطنة نحو 50 عاما.
وعلى الرغم من عدم إقامة السلطنة علاقات رسمية مع إسرائيل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تشرين الأول/أكتوبر 2018 محادثات مفاجئة مع السلطان الراحل قابوس في مسقط. وجاءت الزيارة بعد 24 عاما من زيارة لها قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه اسحق رابين. وكانت مسقط رحبت بقرار الإمارات في 13 من آب/أغسطس الماضي مؤكدة في ذات الوقت دعمها للفلسطينيين.
وأصبحت الإمارات ثالث دولة عربية تطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية بعد مصر والأردن.
وفي السودان، أكدت الحكومة الانتقالية لبومبيو أنها “لا تملك تفويضا” لاتخاذ قرار في شأن التطبيع مع إسرائيل، كونها حكومة تدير مرحلة انتقالية يفترض ان تنتهي في العام 2022 بانتخابات تنتج عنها حكومة يمكن أن تنظر في الموضوع.
وفي المنامة، أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لبومبيو التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي تنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات.
ويشكّل الموقف البحريني رفضا ضمنيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في وقت قريب. ويستبعد أن تقدم البحرين، وهي حليف وثيق للسعودية ومقرّ للاسطول الخامس الأميركي، على إقامة علاقات مع إسرائيل من دون مباركة الرياض الرافضة للتطبيع قبل التوصل الى حلّ مع الفلسطينيين.
وكانت السعودية قد رعت مبادرة لحل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني أطلقت عام 2002 تدعو فيها إسرائيل إلى الانسحاب من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 مقابل السلام والتطبيع الكامل للعلاقات مع الدول العربية.
وقالت المحللة المختصة في شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية إلهام فخرو لوكالة فرانس برس إن “سياسة البحرين الخارجية تتماشى بشكل وثيق مع السعودية. وعندما أكدت السعودية التزامها بمبادرة السلام العربية الأسبوع الماضي، أصبح من الواضح أن البحرين ستتبع موقف جارتها الأكبر”.
وبالنسبة لسلطنة عمان فإنها “لطالما وازنت بنجاح دبلوماسيتها مع لاعبين إقليميين مختلفين بما في ذلك إيران والسعودية وإسرائيل، ومن غير المرجح أن ترغب في خسارة وضعها كلاعب محايد ووسيط دبلوماسي، عبر خروجها عن موقف جامعة الدول العربية”.
– جولة “مخيبة”-
ويرى هيو لوفات المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أنه “بعد أن قضى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أياما في المبالغة في احتمال أن تحذو دول عربية اخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يبدو أن عدم وجود أي التزامات علنية خلال جولة بومبيو الإقليمية أمرا مخيبا تماما”.
ورغم التصريحات الأميركية المتفائلة، فإن التقارب مع الدولة العبرية أثار انتقادات من بعض الدول العربية.
ولم تنتقد السعودية الاتفاق بين حليفتها الاقليمية الأقوى الإمارات وإسرائيل، لكنها أعادت التأكيد على عدم تطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وثمة ملف آخر يبدو حساسا بالنسبة الى إسرائيل وهو احتمال أن تبيع الولايات المتحدة مقاتلات من طراز إف-35 إلى الامارات التي حل بها بومبيو الأربعاء.
وتاريخيا، عارضت إسرائيل على الدوام بيع هذه المقاتلات لدول اخرى في الشرق الاوسط بينها الاردن ومصر، حرصا منها على الحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تقارير أشارت بأن الاتفاق مع الإمارات “لم يشمل قبول إسرائيل بأي صفقة أسلحة”. أما بومبيو فحفظ للإمارات حقها في الدفاع عن نفسها ضد إيران، قائلا خلال زيارته إلى إسرائيل الاثنين التي استهل بها جولته في المنطقة، إلى أنها ستتمكن من ذلك “بطريقة تحافظ على التزاماتنا تجاه إسرائيل”.
وبحسب لوفات فإنه “من الممكن أن يكون عدم الوضوح تجاه التزام الولايات المتحدة ببيع طائرات اف-35 إلى الإمارات قد لعب دورا في إبطاء موجة ثانية من التطبيع”.