منصة الصباح

بنك العواطف!

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

ذات مفاجأة، أو مفاجعة كان صديقي يقف امام رجل الجوازات بمطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء.
كان جواز سفره الليبي يشبه إلى حد كبير جواز سفره الكندي، فسلم الضابط جوازه الليبي بدل الكندي.
أخذ رجل الجوازات يتصفح جواز السفر بحثا عن تأشيرة دخول لم يعثر عليها، قلب الجواز تفحص التأشيرات المختلفة.
قدم الصديق جواز سفره الكندي، وقد ادرك الخطأ، فقابله الضابط المغربي بابتسامة وهو يضع ختم الدخول على أحد الصفحات.
سأل صديقنا عنصر الجوازات، لماذا يدخل بالكندي، وليس بالليبي، وهو الشخص نفسه بشحمه ولحمه.
رد عليه الضابط مع ابتسامة: جوازك الكندي، يتيح لك دخول المغرب أما الليبي فلا يمكنه إلا ارجاعك في نفس الطائرة.
جواز سفر لا تجري في عروقه الدماء، وليس له احاسيس أو مشاعر، ولا يشجع المنتخب المغربي في كرة القدم هكذا راح الصديق يسأل نفسه.
صديقنا كان واحداً من الملايين الذين وحدتهم كرة القدم في كأس العالم، خلال ايام ولم توحدهم جامعة الدول العربية خلال اكثر من نصف قرن.
وصديقنا، اهتف مع الفريق السعودي، والتونسي، والقطري، والمغربي في كل مقابلاته حتى ضد كندا.
المشكلة ليست تأشيرة دخول لمواطن عربي يرغب في زيارة بلد عربي.
هناك حقائق الاقتصاد، والسياسة، أكبر من من التاريخ والجغرافيا.
أما العواطف، والمشاعر العربية، فهي عملة لا يمكن تداولها في أي سوق صرافة في العالم.

شاهد أيضاً

النائب العام: حبس مسؤولين في مصرف الوفاء بتهم كسب غير مشروع

الصباح أصدرت النيابة العامة قرارًا بحبس مسؤولي إدارات المخاطر والعمليات المصرفية والمراجعة الداخلية في مصرف …