بعد أن تعاطى “ناجي” حبوب مخذّرة تُفقد الوعي، دخل البيت، بدأت تفاصيل الجريمة البشِعة، وهي أن يُصوّب ناجي مسدسه ويقتل والده “نوري”، بسبب رسوبه في الدراسة.
لم يتعدّى هذا المشهد لدقائق، ومع هذا كان مؤثرًا وقاسيًا يكشف ما تُخفيه “تجارة الحبوب المخذرة” التي أصبحت تنتشر في ليبيا منذ سنوات.
كل هذا الإجرام الذي أصبح يتحكم في عقلية “ناجي” سببه الجهل بقيمة الأسرة، ومعنى التعليم والدراسة، وخوف الأباء الدائم على مستقبل أولادهم. والأخطر هو الفرق الشاسع بين عالَم “المراهقين” وعالَم “الآباء”، غياب لغة الفهم والإدراك، بأن عوالم الواقع الجديد تكمن خطورتها في عدم معرفتها بالدرجة الأولى.
المسلسل “بنات العم” أعطى شرحًا بسيطًا لهذه الحادثة وأسبابها، وجعل غياب الدولة ومؤسساتها المشغولة بالفساد والنهب، على حساب الاهتمام بالمؤسسات التعليمية والأمنية.
“ناجي” أوهم نفسه بمجرد انضمامه إلى إحدى “الجماعات المسلحة” التي لا تخضع للسلطات الرسمية، بأنه قادر على فِعل كل شيء فوق القانون، لأنه ينتمي إلى جماعة مسلحة قوية قادرة على حمايته حين يرتكب أي خطأ خارج نطاق مهامه المسلحة.
في الحلقة السابعة، التي شهِدت مقتل “نوري” على يد ابنه “ناجي” ظهر فيها “الوزير الفاسد” بمظهر الفاقد للشرعية الأخلاقية والإنسانية، بشكلٍ “صادم” ولم يُظهره العمل طيلة الحلقات السابقة، بأي مشهد يوضح ولو بجزء بسيط، بأنه ناقش ولو لمرة واحدة، ما يحتاجه الناس وليبيا.
ذكرنا مشهد “الوزير الفاسد” في الحلقة السابعة، لأنها الحلقة التي أعطت نموذجين للفساد، “نموذج الوزير” و”نموذج الميليشاوي” وهما يُكمّلان بعضهما في ليبيا، عبر نشر الإرهاب المسلح في الاشتباكات، ونهب المال العام وتخريب أي مشاريع تنموية.
ومع الحدث الأبرز في هذه الحلقة، ذكّر المسلسل بمأساة غزة وما يحدث فيها من الإرهاب الإسرائيلي، في حوار بين “نوري” وابنته “عفاف” في بداية الحلقة.