استطلاع : مروة الشامس
كيــــف استطاعوا الحصول على بيوت للإيجار؟ وأين؟ وعـــن طريق من؟ وبكــم؟ وهل ظلت الأسعار كما هو متفق عليها أم زادت القيمة بطول أمد الحرب ومرور أشهر على الإيجار؟
هل تحصلوا على مساعدة من «الدولة» أم تدبروا أمورهم بشكل شخصي؟
أسئلة كثيرة، إجاباتها مؤلمة وقاسية، تعكس بؤس الواقع الذي يعيشه المهجرون والنازحون من بيوتهم جراء العدوان على طرابلس.
الصباح الاجتماعي رصدت في هذا الاستطلاع آراء وشهادات مختلفة على لسان بعض المهجرين والنازحين من مناطق الاشتباكات في قصر بن غشير وخلة الفرجان وعين زارة، وغيرها من مناطق محيط العاصمة طرابلس.
لم نجد إلا أنفسنا!
زهرة المبروك – قصر بن غشير
هجرنا من منزلنا جراء الحرب.. ولم نجد أحدا يساعدنا إلا أنفسنا في طرابلس.. فقمنا بالبحث عن مأوى فوجدنا بعد صعوبة بالغة منزلا بمنطقة زاوية الدهماني.. أستأجرناه، وبمضي أربعة أشهر فاجأنا صاحب الشقة بزيادة ثمن الإيجار من 1200 إلى 2000دينار.. نحن ليس بمقدورنا دفع مثل هذا المبلغ.. ولهذا تركنا المنزل وبعد بحث عسير ارتضينا بإيجار بيت أرضي بائس ب 1500 دينار.. تحصلنا عليه بعد جهد جهيد ولم يقم أحد بمساعدتنا!.
ندعو الله أن يهدئ النفوس
علي عبدالله – خلة الفرجان
تحصلنا على مسكن للإيجار عن طريق مكتب خدمات، وبسعر مرتفع جداً، هذا غير قيمة العمولة التي طلبها صاحب المكتب، وبعد شهور.. أي قرابة 3 أشهر،(زاد صاحب المسكن المبلغ)، ومع قلة المساكن للإيجار وزحمة المستأجرين وعدم حصولي على مسكن رضخت لدفع ثمن الإيجار الذي طلبه صاحب البيت لشهر آخر حتى لا يتم إخراجنا من المسكن، فهذه الظروف التي نعيشها صعبة جداً علينا وعلى من يعيشون حياة التهجير والنزوح.. وندعو الله أن يهدئ النفوس.
أسعار مرتفعة وتعجيزية
خليفة صالح – عين زارة
عندما خرجنا من البيت أثناء الحرب على طرابلس لجأنا إلى مدرسة.. مكثنا فيها لعدة أيام كنا نبحث خلالها على منزل… قمت بالتوجه إلى مكاتب العقارات… وجدنا عروض إيجار مختلفة وكلها مرتفعة وتعجيزية..هناك منازل للإيجار يريد أصحابها مقدم سبعة أشهر… وهناك من يريد مقدم 4 أشهر.. وأخيرا استقريت على إيجار بيت دون مساعدة أحد، وظروفنا لاتسمح بدفع مبالغ غالية، فلهذا نرضى بما كتب علينا وأمرنا لله، فلا يوجد هناك حل آخر.
نستأجر رغم أنوفنا!
عبدالله عبدالعظيم
أسعار الإجارات ليست في متناولنا.. ظروفنا التي نمر بها اليوم من تهجير وقلة سيولة مع زيادة ارتفاع الأسعار، والمكاتب التي تأخذ في عمولات مرتفعة ولاتهمهم ظروف المواطن.. هذه الظروف مجتمعة تجبرنا أن نستأجر رغم أنوفنا لأننا سنظل في الشارع أو المدارس التي لا ولن نجد فيها راحتنا…ندعو الله أن تمر هذه الظروف حتى نرجع إلى بيوتنا ونلم شملنا بأهلنا وجيراننا.. يارب .
أتنقل من مكان إلى آخر
سالمة محمد – خلة الفرجان
أسكن بخلة الفرجان.. تهجرت من منزلي أنا وزوجي وأطفالي.. خرجت إلى ببت أهلي مع عائلتي، لأن أهل زوجي يسكنون خارج طرابلس… وبعد مدة ذهبت إلى أهل زوجي، حيث بقيت عندهم لبعض الوقت وبعدها انتقلت إلى بيت لأهلي خارج طرابلس، وهكذا أنتقل من مكان إلى مكان.. حتى اضطررت مؤخرا إلى الاستقرار خارج طرابلس ونقلت أطفالي إلى المدرسة حيث أقيم. .
(ليلة مافيهاش قمر)
محمد جمعة – قصر بن غشير
هجرنا من طرابلس في ليلة (مافيهاش قمر).. رعب وفزع ودوي الانفجارات وصدى القاذفات.. فررنا بجلودنا.. ووجدنا أبواب المدارس مفتوحة أمام المهجرين.. نمنا ليلة بالمدرسة.. وخرجت في ثاني يوم بحثا عن بيت للإيجار.. ولم أجد منزلا بسعر مناسب، فالأسعار خيالية… فقمت بالذهاب إلى مكتب عقارات ولم أجد منزلا سعره أقل من 1000 دينار.. كانت كلها تتراوح بين الألف والثلاثة آلاف، وهكذا قمت مضطرا إلى القبول بأقل الأسعار وهو ألف دينار.
خطر الموت تحت الأنقاض
مفتاح مسعود
والله تعبنا من مشاكل الحروب.. والمنطقة التي أسكن بها معرضة دائماً للقذائف العشوائية.. في أكثر من مرة حاولت الخروج من بيتي، رغم الخطر، بحثا عن بيت أستأجره.. مع ارتفاع الأسعار والإستغلال، وقلة السيولة.. يعجز المواطن أحيانا عن تأمين بيت يأويه من خطر الموت تحت الأنقاض.. والله تعبنا وتعب الأطفال جراء هذه الحرب .
عبدالقادر حفيظة
كانت إيجار المنازل تترواح من 500 إلى 800 ومع نزوح المواطنين جراء هذه الحروب تم استغلال المواطن ورفع الاسعار من 1000 إلى 3000 رغم أن المواطن لم يجد كيف يدفع هذا المبلغ ومع ذلك لم تجد من يساعدك وياليت حتى المرتبات تنزل كل شهر وشهرها وكل هذا وقلة السيولة فوالله المواطن الليبي كم يعاني ويعاني ويتحمل هذه الظروف.
نحن وسطاء مقابل عمولة!
عبدالكريم خليفة – مكتب عقارات
الأسعار ليست بأيدينا.. الأسعار يتحكم بها صاحب العقار، ونحن نأخذ مجرد وسيط مقابل عمولة فقط… ظروف المواطن قاسية هذا صحيح، ولكن ليست بأيدينا حيلة، فصاحب العقار هو الذي يتحكم في عقاره، وهو من يحدد ثمن إيجاره، ندعو الله أن يفرج على كل مواطن، ويفك كربه، وتنتهي هذه الحرب بسلام، ويرجع كل مواطن إلى منزله.
عبدالله سعد- صاحب مكتب عقارات
صحيح الأسعار غالية وليست في متناول المواطن لكن صاحب العقار هو الذي يتحكم في الأسعار، وهو من يرفع في سعر عقاره، وهو الذي يحدد المبلغ الذي يريده، ونحن نأخذ العمولة لأننا أيضا عندنا إجار مكتب ومن العمولة التي نتحصل عليها نقوم بسداد ماعلينا.