منصة الصباح

بعد كورونا..

إطلالة

جمال الزائدي

بعد حين يطول أو يقصر ستعلن السلطات الصحية والسياسية في البلاد المتقدمة ، جائحة كورونا..مرضاً فيروسياً مستوطناً كالانفلونزا الموسمية وغيرها من الأمراض التي صرنا نتعامل مع تداعياتها من خلال شباك الصيدلية من دون اللجوء إلى طبيب صحة عامة في غالب الأحيان  ..

هذا التطور المنتظر لا يرتبط بنجاح الإجراءات الاحترازية والتطعيمات التي أنتجتها معامل الدواء في السيطرة على التفشي الفيروسي وتحجيم فاعليته وتأثيره على صحة الأفراد والمجتمعات, لكنه بالأحرى يأتي استجابة للضرورات الاقتصادية الضاغطة التي تسجلها المؤشرات والارقام الصادرة عن مراكز الرصد حول أرباح وخسائر كبرى الشركات العالمية .

في النهاية القرارات المصيرية الحاسمة ليست بيد العلماء أو السياسيين بل في يد أصحاب الرساميل الذين يعمل عندهم الساسة والعلماء على حد سواء، ومن الواضح جدا ان المصانع وخطوط الإنتاج العملاقة والفنادق والأسواق والمطاعم الضخمة لم تعد تطيق دفع فاتورة الإجراءات التي فرضتها الجائحة.

وكما بالغت – أو هكذا يعتقد بعضنا – وسائل الإعلام في تصوير خطر الـ(كوفيد 19 ) وساهمت بذلك في تسويق كميات هائلة من معدات ومواد طبية لمواجهة التفشي علاوة على ترويج أنواع متعددة من ” الطعوم ” المضادة , فسوف نجدها بعد حين تنهمك في موجة عارمة من محاولة تهوين الأخطار الصحية للوباء وتقديمه عبر مختلف وسائل الإقناع على انه مرض عادي يمكن التعامل معه كأي مرض مستوطن تعايشت معه البشرية في تاريخها الحديث والقديم..

هناك ثمة إرهاصات لا تخطئها العين تؤكد – مالم تحدث مفاجآت غير متوقعة –  قرب اللحظة التي سيعلن فيها العالم تجاوز عصر كورونا ورفع الإجراءات الصحية واستئناف الحياة بوتيرتها المعتادة , فأغلب الدول الأوروبية أخذت تعلن تباعاً انها قد تخلت عن النمط الاستثنائي للحياة اليومية, لتعود ماكينة الإنتاج والاستهلاك الرأسمالي إلى الوتيرة الطبيعية بل ولتجني أرباح الأزمة الصحية التي هددت حياة المليارات وقضت على الملايين

المهم في الأمر أن بلادنا والبلاد الشبيهة ببلادنا غير معنية كثيراً بما يجري على الضفة الأخرى من المتوسط , فبوجود كورونا أو في عدم وجودها ، ليس لدينا ما ننتجه أو نوقف إنتاجه سوى النفط الذي لا يحتاج استخراجه وبيعه لجهودنا فهو بين أيدٍ أجنبية أمينة تحفظ لنا حقنا من الفتات.

شاهد أيضاً

الصادق يؤكد التباحث لتوقيع عقد استثمار في حقل الحمادة مع إيني

أكد وزير النفط المكلف بحكومة الوحدة الوطنية خليفة الصادق، استمرار التباحث مع المجلس الأعلى للطاقة …