منصة الصباح

بعد ختام المسابقات.. نجوم تستطلع آراء الخبراء حول أداء اتحاد كرة القدم

عبد الصمد المرتضى

سار السداسي إلى ختامه, وبات موسم الدوري الممتاز لكرة القدم 2021-2022 في خبر كان, إلا الجدل الذي أثير مذ أعلن اتحاد اللعبة إقامة مباريات المرحلة الأخيرة – بمباراتها الفاصلة التي جاءت على ضوء النتائج المسجلة – في تونس, لم يتوقف, بل زاد احتداماً, ونحن على أعتاب  الموسم الجديد,

هذا القرار اعتبر لدى كثيرين فشلاً, يدل على هوان حالة الكرة في بلادنا, التي أضحت – وفقاً لهؤلاء – عاجزة عن تنظيم مباريات تعد على الأصابع اليد لفرق محلية, وتضطر للانتقال إلى بلد مجاور.

في المقابل, أقل آخرون من العذل واللوم, معتبرين ما حدث ضروة أجبرت عليها الجهات المسؤولة بسبب تردي البنية التحتية الرياضية, وعوامل أخرى تتجاوز ملاعب الكرة, لا تخفى على القاصي قبل الداني.

وللإضاءة على رأي نجوم وخبراء كرة القدم حول ما قرار اتحاد الكرة بلعب السداسي خارج البلاد, ومآلاته على مستقبل الكرة, كان لنجوم هذا اللقاء ببعض من هؤلاء الخبراء :-

المدرب جلال الدامجة : سداسي الموسم الماضي سابقة لم تحدث من قبل

مهام اتحاد الكرة محددة في تطوير مكونات كرة القدم المحلية, من مدربين وحكام وإداريين، وتنظيم دوري قوي، بآلية واضحة ولائحة ثابتة والاهتمام بالقاعدة ، من خلال خطط وبرامج لتقوية برنامج المنتخبات، وإيجاد وسائل دعم مادي, عبر تسويق الرعاية والدعاية وحقوق النقل, لكن ذلك يحتاج شخصيات رياضية نزيهة وحيادية ومخلصة لتطوير كرتنا المحلية.

وأعتقد أن هناك فشلاً ذريعاً في تنظيم الدوري ككل, وبدءاً من مرحلة المجموعتين, فأحياناً تلعب 3 مباريات في أسبوع وواحد, بينما نظل ننتظر مباراة واحدة في 3 أشهر أحياناً, لأنه لا توجد روزنامة واضحة أو لائحة واضحة ، أما القرارات فتؤخذ بـ”الكولسة”, كما حصل مع خليج سرت.

ورداً على سؤال إقامة السداسي في تونس, اعتبر الدامجة الذي أشرف سابقاً على تدريب المنتخب الأول, هذه الخطوة دليلاً على عدم شجاعة اتحاد الكرة في اتخاذ القرارات الجريئة, فعندما واجه مرحلة حساسة قرر الهروب إلى تونس، وهي سابقة  لأول مرة تحدث في تاريخ كرة القدم الليبية والعربية, وحتى فلسطين المحتلة أو الصومال أو اليمن اللتان تعانيان أوضاعاً أمنية صعبة يلعبون نهائيات دورياتهم في بلدانهم، وكان الأحرى توفير المبلغ المالي لضروريات أهم.

وأضاف : “الدوري بدون حوافز.. كأس بخمسمائة دينار, وللأسف كل موسم بآلية.. أحيانا سداسي أو رباعي أو مجموعتين أو واحده بداية الموسم غير واضحة, ومدربون من الخارج, بعضهم بدون رخصة تدريب ومنهم من هو معد بدني أو إداري أساساً, وأصبح مدرباً بفضل السماسرة, وعدم وضع اشتراطات من اتحاد الكرة.

وركز الدامجة على تأهيل المدربين قائلاً : “عدم إقامة دورات للمدربين وإعطائهم الرخص ليدربوا خارج البلاد فاقم من سوء الوضع, وعموماً كرتنا المحلية تعاني كثيراً, والدليل وصول التصنيف المنحدر إلى المركز 120, في الوقت الذي كان أبان عملي في كطاقم عند المرتبة الـ70 , علماً بأننا كنا نخوض غمار المسابقات الإفريقية حينها خارج قواعدنا وبدون دوري محلي.

المدرب عبد الحفيظ اربيش : رب ضارة نافعة

مدرب آخر أشرف على تدريب فرسان المتوسط وافق الدامجة فيما ذهب إليه, وهو عبد الحفيظ اربيش, الذي أرجع أس المشكلة إلى الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم, كونها – وفقاً لرأيه – اختارت أعضاء الاتحاد الليبي لكرة القدم على أساس من المصالح الشخصية, واصفاً إدارات الأندية بأنها “غير منظمة”.

وأضاف اربيش : “عدم الاستقرار الإداري والفني واختيار المدير الفني المناسب في كل الفئات بادٍ للجميع, وحال كرتنا “حدث ولا حرج”, وكان ختام الفشل إقامة نهائيات الدوري في تونس, وهو شاهد على أمر أشد فظاعة, يتمثل في واقع الملاعب الليبية “السىء جداً”.

واعتبر “اربيش” أن رب ضارة نافعة, فقد عاد اللعب بملاعب جيدة نفعاً على المستوى الفني للسداسي, والذي تجاوز المرحلة الأولى, كما كشف عن قيمة المدرب الفني, فـ”الحمادي تفوق على المدربين التوانسة”.

الناشط الرياضي إبراهيم بشير زايد : السداسي كان ذروة تراكمات خاطئة

الناشط الرياضي إبراهيم بشير زايد قال : ” اتحاد الكرة ، بقيادة عبدالحكيم الشلماني، ضعيف أمام الأندية الكبيرة وغلبت على قرارته المحاباة والمسايرة والتخبط، وليس أدل على ذلك من استجلاب حكام أجانب  في الدور السداسي  رغم أن الدوري  حكمه حكام ليبيين, باستثناء مباراة الديربي في ملعب الجميل، بالإضافة إلى التخبط في اختيار مدرب المنتخب الأول ومساعديه.

وتابع : “نهائيات الدوري  السداسي ذروة الدوري, ولا يفترض بالاتحاد إقامتها في تونس, وكان الأولى لعب الدوري من مجموعة واحدة, أو أقل شيء من  مجموعتين ويلعب المتصدران النهائي, واختيار الثاني من كل مجموعة للمشاركة في الكونفدرالية، لكن يحسب لاتحاد اللعبة أنه أكمل الدوري  ودوري الصعود بأقل الأضرار.

المدرب مفتاح بلوزه : لفشل اتحاد اللعبة أوجه عدة

مع كل احترامي الاتحاد العام الليبي غير قادر على رسم خارطة طريق لكرة القدم الليبية في تحقيق النجاح .

وكل ما نراه من إخفاقات هو نتاج عدم وضع إستراتيجية على المدى البعيد, في الاهتمام بجميع الفئات, وتخصيص مدربين يمتلكون الكفاءة في التدريب من أجل استكشاف المواهب, وبهذه الطريقة يكون لدينا منتخبات جيدة من جميع الفئات.

أما بخصوص إقامة نهائي الدوري خارج الديار, فأنا أعطي المسؤولين العذر, لعدم وجود ملاعب صالحة, وتلك البنية التحتية المهترئة التي نملكها, رغم أن بلادنا من الدول الغنية بالبترول, ولكن هذا واقعنا  نتيجة لعدم الاهتمام بالرياضة وتراكمات الماضي.

وأعتقد أن الحديث عن السداسي المنصرم بات من الماضي, وبدلاً من توجيه الانتقادات “بكرة وعشياً”, يجب علينا دفع مسؤولي الرياضة الليبية للعمل على تصحيح الأخطاء والعمل على الاهتمام بالبنية التحتية, وبناء ملاعب تضاهي ما يملكه الجيران.

ونأمل أن نرى الرياضة الليبية تستفيد من الأخطاء السابقة, وكما ذكرت سابقا يجب الاهتمام بالرياضة والبنية التحتية والاهتمام بالكفاءات الرياضية في قيادة المنتخبات, وكذلك يجب تواجد الكفاءات في إدارة الاتحاد العام الليبي لكرة القدم لكي يتحقق النجاح والتقدم لكرة القدم الليبية.

عبدالوهاب الشامس – رئيس سابق لنادي الاتحاد : إقامة السداسي في تونس له أسبابه

الحديث عن الرياضة الليبية ذو شجون, واتحاد الكرة بشكل خاص يحتاج إلى وقت كبير ، لأن مسألة النجاح والفشل مشتركة في عدة أجزاء, ولا يتحمل مسؤولياتها أشخاص بعينهم, فبمثل ضعف البنية التحتية, الانفلات الأمني وعدم استقرار الأوضاع السياسية, إضافة لخلاف الأندية الليبية في ما بينها وعدم توحيد الجهود, يبدو الحديث عن النجاح “بذخاً لا نملكه”.

وبالتالي فأعضاء الاتحاد الحالي في وضع لا يحسدون عليه ،الأمر صعب ومعقد جدآ .. ملعب طرابلس غير جاهز, والمنتخبات غير قادرة على الوصول إلى نهائيات المسابقات الإفريقية.

إلا أن كل ما ذكرته, لا يمنعنا من الإقرار أن بعض الشخصيات لا يمكنها قيادة اتحاد اللعبة, ولا تستحق وظيفة مباشر محترم – مع احترامي.

أما لعب الدوري السداسي خارج ليبيا, فمتعلق بالظروف التي تمر بها البلاد, حيث يوجد إيجابيات وسلبيات, وإجمالاً أقف إلى جانب اللعب في تونس, نظراً لجاهزية الملاعب هناك, ما عاد بارتفاع المستوى الفني لمباريات هذا الدور.

صالح صولة – لاعب دولي سابق : على الاتحاد الحالي المغادرة

اتحاد كرة الليبي الحالي لم يقم بما هو مطلوب منه, سواءً في بداية الموسم, أو السداسي الختامي, الذي أقيم في تونس، رغم لعب كامل الدوري بالداخل, وكذلك منتخباتنا الوطنية بجميع الفئات التي فشلت فشلاً ذريعاً يتحمله اتحاد الكرة, لأنه لم يضع رؤي مستقبلية واضحة المعالم  للدوري  العام أو لمنتخباتنا الوطنية.

وما نراه يعد مؤسفاً, سواءً في اختيار الطواقم الفنية أو المشرفين على  المنتخبات، وبالإضافة إلى المدربين نحتاج  إلي وقت حتي نستطيع العودة إلي المكانة التي كنا فيه, ليحسب المنافسون ألف حساب  لكرتنا, المحتاجة بشدة إلى وقفة جادة.

وعطفاً على أراه فشلاً تصدر كل قرارت وخطط تحاد الكرة الحالي, فمن المفترض أن يقدم أعضاؤه استقالة جماعية، وإفساح الفرصة أمام الغير, لاسيما وأن أشخاصاً من داخل هذا الاتحاد لايملكون أي علاقة بالرياضة.

والأجدى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب, وأنا أستثمر هذه الفرصة للمطالبة بتنطيم مؤتمر رياضي كبير, يضم جل المدن الليبية لمناقشة أحوال الرياضة بصفة عامة، وبحث الحلول السريعة الممكنة للخروج من هذا المختنق.

 

شاهد أيضاً

في شارعنا تاكسي: رحلة يومية مع العناء

تاكسي الشارع: شريك الضرورة وحليف الأمل إعداد ..طارق بريدعة  لا مفر لمن  يسكن في مدينة …