منصة الصباح

بعد‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬ رياك‭ ‬مشار‭ ‬يؤدي‭ ‬اليمين‭ ‬الدستورية‭  ‬كنائب‭ ‬لرئيس‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬

بعد‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬

رياك‭ ‬مشار‭ ‬يؤدي‭ ‬اليمين‭ ‬الدستورية‭  ‬كنائب‭ ‬لرئيس‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬

الصباح‭-‬وكالات
أدى‭ ‬زعيم‭ ‬المتمردين‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬السودان،‭ ‬رياك‭ ‬مشار،‭ ‬اليمين‭ ‬الدستورية‭ ‬نائبا‭ ‬أول‭ ‬للرئيس،‭ ‬بعد‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭.‬
وأقيمت‭ ‬مراسيم‭ ‬أداء‭ ‬القسم‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬جوبا‭ ‬بحضور‭ ‬رئيس‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬سلفاكير‭ ‬ميارديت،‭ ‬ورئيس‭ ‬المجلس‭ ‬السيادي‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭.‬
وأقسم‭ ‬مشار‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬والإخلاص‭ ‬لجمهورية‭ ‬جنوب‭ ‬السودان،‭ ‬وشهد‭ ‬الاحتفال‭ ‬مصافحة‭ ‬مشار‭ ‬واحتضانه‭ ‬للرئيس‭ ‬سلفاكير
كما‭ ‬أدت‭ ‬اليمين‭ ‬الدستوري‭ ‬ريبيكا‭ ‬غرنغ،‭ ‬أرملة‭ ‬الأب‭ ‬المؤسس‭ ‬لجنوب‭ ‬السودان‭ ‬جون‭ ‬غرنغ،‭ ‬كنائبة‭ ‬للرئيس‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شخصين‭ ‬آخرين‭.‬
وقد‭ ‬أقيم‭ ‬الاحتفال‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد‭ ‬لانتهاء‭ ‬التصديق‭ ‬والموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬المبرم‭. ‬
ويقضي‭ ‬الاتفاق‭ ‬بحل‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬لإفساح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المعارضة‭ ‬للمشاركة
ويُؤمل‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬حكومة‭ ‬الوحدة‭ ‬الجديدة‭ ‬حداً‭ ‬للنزاع‭ ‬الذي‭ ‬أودى‭ ‬بحياة‭ ‬حوالي‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬وشرد‭ ‬الملايين‭.‬
وأُعلن‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬إصدار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تقريرها‭ ‬الذي‭ ‬يتهم‭ ‬الجانبين‭ ‬كليهما‭ ‬بالتجويع‭ ‬المتعمد‭ ‬للمدنيين‭ ‬خلال‭ ‬حربهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السلطة‭.‬
وقال‭ ‬مراسلون‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بدون‭ ‬حل‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تقاسم‭ ‬السلطة‭ ‬وإدماج‭ ‬المقاتلين‭ ‬المتمردين‭ ‬في‭ ‬الجيش،‭ ‬لكن‭ ‬الجانبين‭ ‬اتفقا‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬وحدة‭ ‬أولا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬معالجة‭ ‬المسائل‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭.‬
وأعرب‭ ‬الرئيس‭ ‬سلفاكير‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تمهد‭ ‬الفترة‭ ‬الانتقالية‭ ‬التي‭ ‬ستستمر‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬اللاجئين‭ ‬والمشردين‭ ‬داخليا‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭.‬
وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬قُتلوا‭ ‬أو‭ ‬نزحوا‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬دفعت‭ ‬الحرب‭ ‬كثيرين‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬المجاعة‭ ‬وواجهوا‭ ‬معاناة‭ ‬لا‭ ‬توصف،‭ ‬وإذا‭ ‬صمد‭ ‬الاتفاق،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬أحدث‭ ‬بلد‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬
وحصل‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬على‭ ‬استقلاله‭ ‬عن‭ ‬السودان‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬ما‭ ‬مثل‭ ‬نهاية‭ ‬لحرب‭ ‬أهلية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭. ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬حتى‭ ‬انهار‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭.‬
وبعد‭ ‬عامين‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الاستقلال،‭ ‬عادت‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬صراع‭ ‬عنيف‭ ‬بعد‭ ‬إقالة‭ ‬الرئيس‭ ‬لمشار،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2013‭.‬
وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬كير‭ ‬قد‭ ‬اتهم‭ ‬مشار‭ ‬بالتخطيط‭ ‬لانقلاب‭ ‬للإطاحة‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينفيه‭ ‬مشار‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬كانت‭ ‬بدوافع‭ ‬سياسية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬صبغة‭ ‬عرقية‭ ‬وتستند‭ ‬إلى‭ ‬ديناميكيات‭ ‬القوة‭.‬
فقد‭ ‬اتُهمت‭ ‬قبيلتا‭ ‬الدنكا‭ ‬والنوير،‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬السودان،‭ ‬اللتين‭ ‬ينتمي‭ ‬إليهما‭ ‬سلفاكير‭ ‬ومشار،‭ ‬باستهداف‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬وارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭.‬
ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬الأطراف‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬شروط‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬انتقالية،‭ ‬تمشيا‭ ‬مع‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬فُعّل‭ ‬عام‭ ‬2018‭.‬
فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التصديق‭ ‬والموافقة‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬بحلول‭ ‬مايو‭ ‬2019،‭ ‬لكن‭ ‬جرى‭ ‬تأجيلها‭ ‬مرتين،‭ ‬واتُفق‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬موعد‭ ‬نهائي‭ ‬يعتبر‭ ‬بعده‭ ‬الاتفاق‭ ‬لاغيا‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الوضع،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭.‬
ويعاني‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬ثقة‭ ‬متبادل‭ ‬بين‭ ‬سلفاكير‭ ‬ومشار،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬عمل‭ ‬ودية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬طرد‭ ‬الرئيس‭ ‬سلفاكير‭ ‬مشار‭ ‬عام‭ ‬2013‭.‬
ولم‭ ‬يعد‭ ‬مشار‭ ‬أبدا‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬جوبا‭ ‬خوفا‭ ‬على‭ ‬سلامته‭. ‬وقد‭ ‬فر‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬مع‭ ‬انهيار‭ ‬اتفاق‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬للسلام‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬قواته‭ ‬تخوض‭ ‬اشتباكات‭ ‬عنيفة‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭.‬

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …