وسط تحديات جمة وظروف صعبة صاحبت مشاركتهما ، نجح طفلان ليبيان في تحقيق إنجاز عالمي ملفت، حيث توج الشقيقان بلقبي المركز الأول والثاني على مستوى العالم في بطولة العالم للحساب الذهني، و شهد مشاركة أكثر من 1200 طالب يمثلون 80 دولة من مختلف قارات العالم.
هذا الفوز، الذي أُعلن من أعلى قمم جبال القوقاز، رفع اسم ليبيا على منصات التتويج العالمية، ليثبت قدرة المواهب الليبية على التألق رغم الظروف الصعبة.
فقد أعلن والد الطفلين، في منشور مؤثر، أن طفله وشقيقته حققا المركز الأول ــ بطل العالم ــ والمركز الثاني على الترتيب، مؤكداً أن الفرحة لا تضاهيها إلا قصة الإصرار الطويلة التي سبقت التتويج.
ولم يكن الفوز مجرد نتيجة تدريب، بل كان انتصاراً على عقبات واجهت المشاركة
وقد سرد والد الطفلين الصعوبات مشيرا إلى الجهود الجبارة التي بذلها لتغطية تكاليف الرحلة، التي كان “من المفترض أن تقدمها دولة لأبطالها”، في ظل “شح السيولة النقدية وانعدام الدولار” وارتفاع أسعار صرفه.
وجه الأب الشكر الخاص للسفارة الليبية والملحقية الثقافية في القاهرة، مشيراً إلى أن التدخل الشخصي من السفير وجهود القنصل كانت ضرورية لإنهاء الإجراءات المعقدة .
ووصف الأب رحلة التجهيز بأنها كانت “طويلة ومرهقة استغرقت 60 يوما ، قضاها بين الأوراق والمكاتب والرسائل والطلبات، مؤكداً إصراره على عدم الانهيار في التوقيت الحرج.
وتوج الطفل البطل بزيه التراثي الليبي “الشنة والفرملة”، بينما استلمت شقيقته كأسها وهي ترتدي قلادة من تصميم ليبي مستوحى من زهرة “السلفيوم” الاسطورية ، في رسالة رمزية قوية تؤكد ارتباط الإنجاز بالهوية الليبية.
وأشار الأب إلى أن هذا التتويج يمثل “زرع الأمل” في وقت عصيب، ويثبت أن ليبيا “رغم كل ما حدث وما سيحدث مازلنا قادرين على زرع الأمل” كما وجه الشكر لمنصة الصباح و للأستاذة ايناس أحميدة رئيس تحريرها و للدكتورة هناء الصادق كأول الداعمين، ولعدد من الأصدقاء والأساتذة الذين قدموا الدعم المعنوي.
يعد فوز هذين الطفلين إنجازاً علمياً يضاف إلى سجل المواهب الليبية، لكنه يحمل في طياته قصة كفاح عائلي وإداري تستدعي وقفة من الجهات الرسمية لتقديم الدعم اللازم للمواهب التي ترفع اسم الوطن عالياً.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية