الصباح/ وكالات: قالت الأمم المتحدة إن حوالى 1300 مدني قتلوا في النزاعات وأعمال العنف في مختلف أنحاء جمهورية الكونغو الديموقراطية خلال الأشهر الثمانية الماضية، فيما نزح أكثر من نصف مليون شخص من منازلهم.
ووصفت المفوضة السامية لدى الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه في بيان أن بعض الهجمات “قد ترقى إلى جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب”.
وأعلن مكتب باشليه أن عدد القتلى والجرحى في الشرق الشاسع للبلاد ارتفع في الأسابيع الأخيرة فيما امتدت رقعة النزاعات في أقاليم إيتوري وشمال كيفو وجنوب كيفو “مع عواقب كارثية على السكان المدنيين”.
وقالت إن مجموعات مسلحة نفذت مجازر وفظائع فيما ارتكبت القوات الحكومية انتهاكات خطيرة أيضا.
وقالت باشليه في بيان “صدمت بارتفاع الهجمات الوحشية ضد مدنيين أبرياء من قبل مجموعات مسلحة ورد فعل الجيش والقوات الأمنية التي ارتكبت أيضا انتهاكات خطيرة تشمل القتل والعنف الجنسي”.
وفي ايتوري توصل المحققون إلى أن أعمال العنف امتدت إلى مناطق جديدة بعد انشقاق حركة كوديكو أكبر المجموعات المسلحة في أعقاب مقتل زعيمها في مارس. وتتشكل جماعة كوديكو (تعاونية تنمية الكونغو) بشكل رئيسي من عناصر من إتنية الليندو.
وغالبية أفراد هذه الإتنية مزارعون واشتبكوا مرات عديدة مع أفراد اتنية الهيما الذين يعملون في التجارة وتربية الماشية.
وقالت الأمم المتحدة إن عناصر كوديكو ومقاتلين آخرين من الليندو طبقوا لسنوات “نهج قتل الأهالي المحليين” في مسعى للسيطرة على الموارد. وأضافت باشليه “حتى الآن، ولحسن حظهم، امتنع السكان المستهدفون عن الرد”.
وأكدت الأمم المتحدة أن أعمال العنف المرتكبة من مجموعات مسلحة في المنطقة “تفاقمت بشكل مروع أكثر” مشيرة إلى أعمال عنف جنسي وقطع رؤوس والتمثيل بجثث القتلى.
وبين تشرين أكتوبر الماضي وأواخر مايو، قتل 531 مدنيا على الأقل على أيدي مجموعات مسلحة في إيتوري، 375 منهم قتلوا منذ مارس، وفق الأمم المتحدة.
ويعتقد أن القوات المسلحة والشرطة الكونغولية قتلت 17 مدنيا خلال نفس الفترة، بحسب الأمم المتحدة.
– فظائع في كيفو –
في منطقة كيفو المجاورة قضى مئات المدنيين فيما فر مئات الالاف من منازلهم، كما أعلنت الأمم المتحدة.
في شمال كيفو أدت العمليات العسكرية للقوات الحكومية في نوفمبر الماضي إلى هجمات مضادة من جانب أكبر المجموعات المسلحة وهي “تحالف القوات الديموقراطية” التي قتلت 514 مدنيا على الأقل بحسب البيان.
وقالت الأمم المتحدة إن المقاتلين استخدموا السواطير والفؤوس والأسلحة الثقيلة وعمدوا إلى خطف الأطفال ومهاجمة المدارس والمستشفيات.
وأضافت إن قوات الأمن مسؤولة بدورها عن مقتل عشرات المدنيين.
وأجبر تصاعد أعمال العنف منذ سبتمبر العام الماضي أكثر من 400 ألف مدني في المنطقة على الفرار من ديارهم، حسبما أعلنت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان مارتا هورتادو لوكالة فرانس برس.
في إقليم جنوب كيفو أدت موجة جديدة من أعمال العنف الاثنية في الأشهر الأخيرة إلى مقتل 74 مدنيا، فيما تعرضت عشرات النسوة والأطفال للاغتصاب بحسب الأمم المتحدة.
ودفعت أعمال العنف هناك بأكثر من 110 آلاف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، للفرار منذ يناير، وأضافت هورتادو إن وتيرة النزوح ازدادت منذ مارس.
وفي أماكن أخرى في الكونغو الديموقراطية وثقت الأمم المتحدة أعمال عنف وقتل في إقليم كونغو سنترال (الكونغو الوسطى) الساحلي وفي العاصمة كينشاسا حيث قتل 62 مدنيا على الأقل في عمليات للجيش والشرطة استهدفت ميليشيات بين 30 مارس و24 أبريل هذا العام.
ودعت باشليه السلطات الكونغولية إلى “اتخاذ كافة التدابير الضرورية لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات الخطيرة”.