كشف تقرير حديث صادر عن برنامج الغذاء العالمي عن ارتفاع ملحوظ في الحد الأدنى لتكلفة الإنفاق على سلة الغذاء الأساسية للأسر الليبية خلال شهر مارس الماضي، حيث سجل زيادة تجاوزت 2%. يُشير هذا الارتفاع إلى تجدد الضغوط التضخمية التي تُلقي بظلالها على القدرة الشرائية للمواطنين الليبيين وتُعيق قدرتهم على تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية.
تباين إقليمي حاد في تكلفة المعيشة الغذائية:
أظهر تحليل برنامج الغذاء العالمي تباينًا إقليميًا كبيرًا في تكلفة سلة الإنفاق الأساسية.
فقد سجلت المنطقة الغربية أعلى زيادة شهرية بنسبة 2.9%، لتصل التكلفة إلى 867.91 دينار ليبي. ويُعزى هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى الزيادة الحادة التي شهدتها بلدية زوارة بنسبة 18%. وقد أوضح التقرير أن إغلاق معبر وازن-ذهيبة، وهو شريان حيوي لحركة السلع القادمة من تونس، كان السبب الرئيسي وراء هذا التصاعد الحاد في الأسعار.
وعلى النقيض، استمرت المنطقة الجنوبية في تصدر قائمة المناطق الأعلى تكلفة، حيث تجاوزت تكلفة السلة في مرزق 1,070 دينارًا ليبيًا.
وعلى الرغم من تسجيل انخفاض طفيف بنسبة 0.6%، إلا أن استمرار عزلة السوق، وتدهور الأوضاع الأمنية، والاضطرابات العسكرية في المنطقة، لا تزال تُشكل عوامل رئيسية في ارتفاع الأسعار وعدم استقرارها.
أما في المنطقة الشرقية، فقد واصلت الكفرة تصدرها كأغلى البلديات، حيث ارتفعت تكلفة سلة الإنفاق الأساسية بنسبة 0.5% لتصل إلى 1,060.37 دينارًا. وأشار التقرير إلى أن استمرار تدفق اللاجئين السودانيين إلى المنطقة يمثل ضغطًا متزايدًا على الإمدادات المحلية المحدودة، مما يُساهم في ارتفاع الأسعار.
انخفاضات محدودة في بعض البلديات:
في سياق متصل، سجلت بعض البلديات انخفاضات متفاوتة في أسعار سلة الإنفاق الأساسية، مما يعكس بعض التحسن النسبي في استقرار الأسواق المحلية.
وشملت هذه البلديات سرت (انخفاض بنسبة 3.4% لتصل إلى 829.90 دينارًا)، وأوباري (انخفاض بنسبة 2.4% لتصل إلى 997.62 دينارًا)، والبيضاء (انخفاض بنسبة 2.1% لتصل إلى 876.05 دينارًا). ومع ذلك، فإن هذه الانخفاضات المحدودة لا تُقلل من حدة التحديات العامة التي تواجه الأسر الليبية على صعيد القدرة على تحمل تكاليف المعيشة الأساسية.
ارتفاع أسعار الغذاء وغير الغذاء يُفاقم الأزمة:
أكد تقرير برنامج الغذاء العالمي أن الارتفاع العام في تكلفة سلة الأساسيات خلال شهر مارس الماضي كان نتيجة لزيادة أسعار كل من المواد الغذائية وغير الغذائية.
فقد ارتفعت تكلفة سلة الغذاء الوطنية بنسبة كبيرة بلغت 8.1% لتصل إلى 113.38 دينارًا. وكان لارتفاع الأسعار في الجنوب التأثير الأكبر، حيث سجل زيادة قدرها 24.1%، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى استمرار القيود على إمدادات الوقود، مما يؤثر سلبًا على تكاليف النقل وتوافر السلع.