بوضوح
بقلم / المحرر
كنا نتمنى أن يكون أنجاز مشروع السلام الليبي داخل ليبيا، وبين الليبيين، ولكن لو كانت صفقة السلام هذه في المريخ لابد أن نكون معها.
فمهما كان السلام يحتاج إلى وقت طويل، وبال واسع، وتنازلات مؤلمة، فهو أفضل من نصف حرب.
في تسعة أشهر حرب ودعنا أكثر من ثلاثة آلاف شاب في المقابر، ونقلنا أكثر من ضعف هذا العدد إلى المشافي.
وفي تسعة أشهر حرب، تخطى رقم النازحين المئة وخمسين ألفا، من بينهم قرابة التسعين ألف طفل.
وفي تسعة أشهر حرب، اشتعلت النيران في أزيد من عشرين ألف منزل نصفهم، لم يعد صالحا للترميم.
فهل بنينا طوبة واحدة في هذا الوطن المنكوب، الذي يحتاج إلى مشروع مارشال لإعادة الأعمار؟
وهل شيدنا مدرسة واحدة في وطن يحتاج إلى كل مقعد دراسي، وكل ساعة دراسية، وكل طفل داخل أسوار التعليم؟
كل يوم نفقد أروح، ودماء، ومقدرات، ووقت كان يفترض أن نستثمره، في الترميم، ومد الجسور، واستعادة الوئام.
وكل يوم نبتعد عن أنفسنا، ونبتعد عن أحلام المعلقة، في بناء وطن مستقر، ومزدهر، وديمقراطي، ومدني.
نريد من برلين أن تعود بنا إلى ليبيا، إلى كل المسارات التي بدأنها، والتي يتعين أن نكملها، وأهمها المسار الدستوري.
نريد من برلين أن تكون البداية لإنهاء مشروع السيطرة على السلطة بالدبابة ومدفع الميدان.
تطلعاتنا التي كنا قد رحّلنها من مكان إلى مكان، ومن قارة إلى قارة، نضعها في برلين.
لسنا متفائلين، كل التفاؤل، ولكن لا نريد خيبة أخرى، أو بالأحرى ضياع المزيد من الأرواح، والدماء، والمقدرات، والوقت.