بقلم /جمال الزائدي
قبل يومين عثرت بالصدفة عبر محرك البحث الشهير “جوجل” على مقالة صغيرة تتناول لغة الورد وتنوع المعنى في ألوان الورد وأصنافه ..فالوردة الحمراء ترمز للحب والجمال وهي كما جاء في المقالة اختصار لعبارة “احبك من كل قلبي ” ..اما الوردة البيضاء فتعني النقاء والطهارة وترمز للبدايات الجديدة .. وهكذا لكل لون من ألوان الورد رمز ومعنى في نظام لغوي مخملي لا يعتمد الحرف والكلمة والصرف والنحو لكنه يتكيء على نسق تواصلي مختلف في الأداء والتعبير والوصف ..
أنواع الورود أيضا مرتبطة بمعاني ودلالات خاصة في مملكة العواطف والمشاعر ..جاء في المقالة على سبيل المثال : –
وردة شقائق النّعمان: تعني الشّوق، والانتظار.
وردة القرنفل: وتعني الجمال، والكبرياء.
وردة الروز: وَتعني الحب، والعواطف
زهرة النرجس: تُعتبر من أكثر الزهور شعبية في العالم، لِجمالها، ويتم وصف الشّخص المعجب بنفسه بأنه نرجسي .. اما النّرجس البرى، فيعني الشهامة، والنخوة.
زهرة التوليب: من الأزهار التي ترمز إلى الحب ، والأناقة، والجمال..
بغض النظر عن مدى مصداقية هذه التصنيفات الهشة المجافية للمنهجية العلمية فقد جعلني المقال على سبيل الاستطراد أفكر في سؤال استدعاه المقام : – لماذا يغيب الورد ولغته الرقيقة الشفافة عن مناسباتنا ويومياتنا و طقوسنا وحياتنا الاجتماعية إلا فيما ندر ..ويغيب تحديدا من مجال تعبيرنا عن عواطفنا ومشاعرنا تجاه بعضنا البعض ..؟
صحيح أن الفصل بين القيمة الجمالية والقيمة الوظيفية النفعية للأشياء مفهوم برجوازي لا يناسب أوضاعنا المعيشية الصعبة التي نكابدها نحن الليبيون في سوادنا الأعظم ..لكن على اية حال لن يكون الورد أول الأشياء التي تدخل حياتنا دون أن نكون في حاجة مادية ملحة لوجودها ..أقرب نموذج تكنولوجيا الإتصالات بكل تطبيقاتها فنحن نقتنيها على سبيل الترفيه والتسلية ولانملك القدرة على استثمارها أو حتى إنتاجها..
مع ذلك يظل للورد مكانته في الوجدان والتراث وفي الاغاني والشعر وهو يجسد احتياج معنوي لا يقل أهمية أحيانا عن بقية احتياجاتنا المادية إذ ليس بالقمح والفلفل والزيت النباتي فقط يحيا الإنسان.. لكنه أيضا يحيا بالصلاة والدعاء والموسيقى والفن والادب .. ويحيا أيضا بالورد ..