منصة الصباح

اتهامات متبادلة بخرق الهدنة الهشة بين باكستان والهند

في تطور ينذر بتقويض جهود التهدئة، تبادلت باكستان والهند اليوم الأحد اتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية يوم أمس السبت. يأتي ذلك بعد أربعة أيام من تصعيد عسكري عنيف تضمن قصفًا متبادلًا أسفر عن مقتل نحو 60 مدنيًا وأثار مخاوف دولية من حرب شاملة بين الدولتين النوويتين.

الهند تتهم بـ”انتهاكات متكررة” وتطالب باكستان بالرد:

صرح سكرتير وزارة الخارجية الهندية، فيكرام ميسري، للصحفيين بأن “انتهاكات متكررة” لوقف إطلاق النار سُجلت في الساعات التي تلت دخوله حيز التنفيذ. وأكد أن “القوات المسلحة الهندية ردت بشكل ملائم على هذه الانتهاكات”، مطالبًا باكستان باتخاذ الإجراءات “المناسبة” للتعامل مع الوضع بـ”جدية” وكبح جماح أي أعمال استفزازية من جانبها.

باكستان تؤكد التزامها وتتهم الهند بالخرق:

في المقابل، أكدت وزارة خارجية باكستان في بيان رسمي “التزامها بتنفيذ” اتفاق وقف إطلاق النار.

وادعت أن القوات المسلحة الباكستانية “تتعامل مع الوضع بمسؤولية وضبط للنفس”، متهمة القوات الهندية بارتكاب “انتهاكات” لوقف إطلاق النار. ودعت إسلام آباد إلى معالجة أي قضايا تتعلق بتنفيذ الهدنة عبر “التواصل بواسطة قنوات مناسبة”، مطالبة القوات على الأرض بإظهار “ضبط النفس”.

توتر على الأرض ودوي انفجارات:

نقل صحفيون من وكالة الصحافة الفرنسية سماع دوي انفجارات قوية في سريناغار، كبرى مدن كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، مشيرين إلى تدخل أنظمة الدفاع الجوي. وفي الشطر الباكستاني من كشمير، أفاد مسؤولون بوقوع “تبادل متقطع للنيران بين القوات الباكستانية والهندية في ثلاثة مواقع على طول خط المراقبة” الذي يفصل بين شطري الإقليم المتنازع عليه.

توسط أمريكي مفاجئ وترحيب دولي حذر:

يُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن بشكل مفاجئ يوم أمس عن التوصل إلى اتفاق “شامل وفوري” لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية، وهو ما أكدته الدولتان لاحقًا. وقد لاقى الاتفاق ترحيبًا حذرًا من عواصم غربية والأمم المتحدة، التي أعربت عن أملها في أن يؤدي إلى “سلام دائم”.

تصاعد التوتر وتداعياته:

جاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد أيام من تصعيد خطير بدأ في 22 أبريل/نيسان بهجوم في كشمير الهندية أسفر عن مقتل 26 شخصًا، واتهمت الهند على إثره جماعة “لشكر طيبة” المدعومة من باكستان بتنفيذه، وهو ما نفته إسلام آباد. وتلا ذلك تبادل للقصف المدفعي والهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ بين البلدين، مما أثار مخاوف جدية من اندلاع حرب شاملة بينهما.

يبقى الوضع على الأرض متوترًا وحساسًا، وتُثير الاتهامات المتبادلة بشأن خرق وقف إطلاق النار تساؤلات حول مدى صمود هذه الهدنة الهشة وإمكانية تحولها إلى سلام دائم في المنطقة.

شاهد أيضاً

إخماد حريق بأحد مولدات عمارات باب بن غشير بطرابلس

إخماد حريق بأحد مولدات عمارات باب بن غشير بطرابلس

الصباح أعلنت مديرية أمن طرابلس، السيطرة على حريق شب في أحد المولدات بعمارات باب بن …