منصة الصباح

اوكرانيا مثل غرينادا!

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

عندما كان موريس بيشوب يداعب الكرة في باب العزيزية، كان صديقه العقيد يقول له: لن تسمح واشنطن بكوبا ثانية في الكاريبي.

أعلن الرئيس بيشوب غرينادا كدولة شيوعية، فلم تعطيه قوات المارينز الامريكي الوقت حتى لاستكمال قراءة قصيدة لبابلو نيرودا.

تحولت غرينادا أو غرناطة إلى ملعب كرة تنس أرضي، للاعب أمريكي واحد، أما بيشوب فقد كان هو الكرة.

ربما قرأ بيشوب كتاب رأس المال لماركس، وقانون الديالكتيك لانجلز، ولكنه لم يقرأ كتاب حقائق السياسة الدولية.

اليوم لا امريكا، ولا فرنسا، ولا بريطانيا، ولا أحد من معسكر الناتو، كان قد وعد كييف بأنه سيرسل أولاده للقتال مع الاوكرانيين.

المنسوب العالي لخطاب التشفي الذي صار أكثر انتشارا،  هو خطاب ساذج لا يعكس حالة خيبة واقعية.

هناك فرق بين رياضيات السياسة ولغة التقازات أما المدافع فليس لها غرفة ترجمة فورية.

الرئيس الاوكرانى زيلنسكي، كان ممثلا كوميديا، وكاتبا سينمائيا، ولكن ما في السياسة  لا يوجد بمناهج بمعاهد الفنون الجميلة.

تصور الرجل السياسة كتابة سيناريو، فوجد نفسه جزء من سيناريو لم يكتبه، ويمثل دور لم يختره، وعلى الأرجح سينتهي الفيلم بخاتمة لا يريدها.

السياسة هي فن الممكن، وهي فن ادارة المصالح، ولا يمكن ان تكون فن التخيل، أو فن التهريج.

سيدفع الاوكرانيون الفاتورة من لحمهم الحي، وسيدير الغرب حملة بكاء مع اوكرانيا بالدموع الاصطناعية وسيظل الضمير العالمي انتقائي، ولن تجده في غزة، ولا في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولا ملجأ العامرية في بغداد.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …