منصة الصباح

اهلاوي

بدون سقف

بقلم : عبد الرزاق الداهش

 

“نوري السري مات ضرباته سيارة.. والسيارة فيات خضرة بالأمارة”.

تستدعي ذاكرتي هذا الهتاف الذي كنا نردده، ذات طفولة، نحن أولاد ذلك الحي.

كنا صغارا ولم يكن بوسعنا فهم هذا المحتوى، هل هو حالة لخطاب تشفي، أم مجرد كلام لا يمكن حمله محمل الكراهية.

كنا ببساطتنا، ولم يكن لدينا قاموسا يفيض بمفردات الضغينة.

ك  الحي كانوا من انصار الاهلي، باستثناء واحد اتحاد، وأخر أكثر ميلا لنادي التحدي.

لم أكن أسال نفسي لماذا الاهلي طرابلس، وليس النصر، أو الاتحاد، أو الهلال.

كان للحاج سالم العتيري تأثيرا مهم، فالمرحوم يمكنك أن تجادله في كل شيء إلا الأهلي طرابلس، ورفيق صرمان.

أول مرة أشاهد الأهلي في ملعب طرابلس، كانت امام النصر، لا انسى كيف ظل جسدي النحيل معلقا، لم تمس قدماي الارض من بداية درج الطابق الثاني، حتى الخروج من الملعب، بسبب التدافع، والازدحام.

صحيح كان الحزن يعترينا عندما يخسر فريقنا المحبب، فالمشجع هو لاعب سلبي، يتأثر بالنتائج أكثر من اللاعب نفسه، ولكن سرعان ما ننسى كل شيء “بضحكة ولعبة”.

لم تكن هناك ضغينة، ولا احقاد، وكانت اللعبة الجميلة تحظى بإشادة الجميع، وكانت اندية هواة، ولاعبين هواة، وادارة متطوعين.

في عام 2010 مرت علينا واقعة صادمة، عندما قتل صبيا في العاشرة من عمره بطعنة سكين من قبل زميله في المدرسة، بسبب كرة القدم، و(أهلى .. اتحاد).

أنها محصلة منطقية لتجيش المشاعر، ولعدم قبول النتائج، ولمؤسسات رياضية لم تكن فوق مستوى الشبهات.

كانت الحادثة مؤشر مهم لتحول خطير، يتعين أن نقف عنده، لأنه يعني سيطرة الأحقاد، والداغما، التعصب الأعمى.

فانتشار ثقافة الالتراس تعني، ظهور اجيال من المتعصبين، والموتورين، ممن يرفضون الأخر، وهم، أو لا أحد.

أين الراسمال البشري من علماء الاجتماع؟ أين من تهمهم مصلحة ليبيا، ومن يخافون على اجيال قادمة ومنها؟

هل نحتاج مجزرة لنفيق من هذه الكومة السياسية؟

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …