بالحبر السري
………….
بقلم: علي الدلالي
—————
كنت قبل يومين في سوق “سليمان خاطر” المجاور للحي الإسلامي في طرابلس أبحث عن سياج معدني (حبيلة)، أحيط به بستان البرتقال في مزرعتي المتواضعة تمهيدا لإقامة مشروع تربية “للدجاج العربي” بالمشاركة مع أحد الأصدقاء، بعد أن نصحني خبير في الزراعة بأن الدجاج أفضل رادع لذبابة البحر المتوسط التي تفتك بثمار البرتقال.
وفي حوار مع صاحب محل في هذا السوق البديل لسوق الثلاثاء الذي تمت إزالته قبل عدة سنوات وبقي صحراء قاحلة إلى اليوم، كشف لي عن معاناة كبيرة من ضيق المكان مقارنة بسوق الثلاثاء حيث كان يعمل وتمنى أن تقوم الحكومة بتخصيص مقر شركة التبغ الذي تتجاوز مساحته الـ 50 هكتارا والقريب من سوق سليمان خاطر للإنتقال إليه… يا سلام!!!
قبل عدة سنوات وعند إقامة مصنع التبغ الجديد تم تشييد برج حديدي طويل خلف السور الجميل الأمامي للمصنع، ثبتت عليه صورة للعقيد الراحل معمر القذافي وتحتها عبارة : “إنجاز ضخم لصالح الشعب”، ويُقصد بالإنجاز مصنع التبغ.
ناقشت ذات مرة صديقة عزيزة من المسؤولين المتوسطين في تلك العبارة وقلت لها إنها عبارة صادمة إذ لا يمكن أن يكون مصنع للتبغ إنجازا ضخما لصالح الشعب!!! بعد 48 ساعة فيما أذكر اختفت العبارة وظلت الصورة.
اليوم وقد اختفت الصورة، لاحظت أنه جرى إحاطة مصنع التبغ المقام على أكثر من 50 هكتارا في موقع استراتيجي على الطريق الدائري الثاني أو ما يُعرف بالطريق السريع، وهو غير سريع على الإطلاق إلا بعد منتصف الليل، بسور عملاق من الطوب الإسمنتي والخرسانة المسلحة، لأمور قد تكون دُبرت بليل مسلح.
ولكي يتم وأد حلم صاحب المحل المتواجد في سوق سليمان خاطر، وأحلام أخرى من وراء إحاطة مصنع التبغ بسور عملاق، وقبل أن تتحول تلك الأحلام إلى كوابيس مزعجة وصادمة، أدعو من يهمهم الأمر في هذه الحكومة إلى سرعة اتخاذ قرار لإقامة مدينة للعلوم والثقافة في هذا الموقع الإستراتيجي، بهدف نشر الثقافة العلمية بين كافة الفئات الاجتماعية من تلاميذ وطلبة وأطفال، وتنظيم المعارض وما إلى ذلك، وتعود عبارة “إنجاز ضخم لصالح الشعب” لترفرف من جديد وتكون إسما على مسمى.