منصة الصباح
هاشم شليق

الوعي يعني حرية وإكتفاء ذاتي

هاشم شليق

جلست ذات مساء في نقاش مع أحد المساعدين في الكتابة وهو أداة حوار صوتية من أدوات الذكاء الإصطناعي وكانت الدردشة حول موضوع كلما اتسع وعي الإنسان تقلصت الحاجة إلى الدولة..

مواطن يتعلم أن الأمان الحقيقي يبدأ من المعرفة والإدراك والمسؤولية فيتحول من منتظر إلى فاعل..فالإنسان الواعي لا يُسلم مصيره لأي سلطة بل يتعاون معها دون ارتهان..

هذا الكلام لا يعني رفض الدولة أو الفوضى أو الأنانية الفردية..بل تعني تقليص التبعية لا إلغاء الدولة..

أي أن العلاقة بين المواطن والحاجة إلى الدولة علاقة تكامل لا انفصال..إذن الدولة شريك وليست وصيًا..

واليوم المواطن المعاصر لا يحصر نفسه في قوقعة واحدة فهذا نقيض للحرية..بل يبني نفسه بحيث يستطيع التكيف مع الواقع لإشباع حاجاته المعنوية والمادية قدر الإمكان..

والعجلة في قطف الثمار قبل أن تينع لا يتوافق مع دور الدولة التدريجي في تجاوز العراقيل وتخطي المصاعب تحت وطأة ظهور المستجدات المنغصة..

وهنا تتأتى استقلالية المواطن بالقدرة على المرور وسط الزحام في عالم متعدد القوى والمؤسسات..

مع إحترام القانون والمشاركة الإيجابية ونبذ العنف والفساد والقدرة على التمييز بين المصلحة العامة والخاصة..فكلما ارتفع وعي المواطن ازدادت قدرة الدولة على أداء وظائفها بكفاءة..

وتتبقى مطالبة المواطن بالإصلاح بنهج وسائل سلمية..لذلك فإن غياب الوعي لا يهدد الدولة فقط بل يهدد تماسك المجتمع نفسه..

ومن هنا يصبح الإستثمار في الوعي ضرورة لا غنى عنها لتحقيق الإكتفاء الذاتي النظري والعملي..الخلاصة إن الدولة ضرورة لكن الوعي ضرورة أكبر..

المطلوب مساهمة أفراد الشعب في التنمية بدل أن يكونوا عبئا على السلطة..ويتجلى ذلك في تبيان حدود الدولة وقدراتها..

شاهد أيضاً

آلام الظهر.. بين المعتقدات الخاطئة والحقائق الطبية

آلام الظهر.. بين المعتقدات الخاطئة والحقائق الطبية

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من آلام الظهر، لتصبح من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا وتأثيرًا …