مفتاح قناو
عندما نتأمل حياتنا وما مرت به بلادنا من أحداث خلال العقود الماضية، أو ما تمر به في هذه السنوات الحرجة، نجد أن ليبيا قد أضاعت العديد من الفرص، والكثير من الوقت، وطاقة هائلة من الإمكانيات، للانطلاق في مشروع إعادة بناء الدولة، ووقف حالة النزف المستمر دون مبرر للموارد السخية التي تمتلكها بلادنا.
الم يحن الوقت كي يفهم جميع من يتداولون على كراسي الحكم في بلادنا بأن الوضع قد أصبح خطيرا جدا ؟ وأن مصير الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا قد أصبح مظلما، فحتى هؤلاء من يسرقون ويكدسون الأموال، أين سيذهبون بها ؟ ألم يتعظوا بما حدث لنظرائهم في ( دول الفساد العربي ) الذين هربوا المليارات إلى أمريكا وأوروبا، ثم استولت عليها تلك الدول وعادوا بالحسرة والشماتة.
لقد مرت على ليبيا مند فبراير 2011م حتى الآن عديد من أنواع الصراع و الحروب، منها الايدولوجي الديني، والذي نستطيع أن نقول أنه قد خرج من الساحة بعد أن ثبت عجزه عن البقاء والتواجد ولو بشكل علني، ثم تلاه الصراع الجهوي القبلي ألمناطقي على مصادر المال، والذي يذكرنا بصراع قبائل الجاهلية الأولى على المراعي ومصادر الماء في الصحراء، وهو الصراع الذي مازال مستمرا، يخفت في أحيان كثيرة، ثم يظهر فجأة عند استخدامه من بعض الأطراف، لهذا فمرور ما يزيد عن 12 سنة منذ بداية الحرب الأهلية الليبية التي أضاعت دولة الاستقلال، وأضاعت الكثير من المقدرات المالية، والطاقات الليبية، نراها مناسبة تجعلنا نتوقف جميعا ــ بما في ذلك المواطن العادي ــ لنراجع مواقفنا، وما اتخذناه من شعارات كانت سببا في هذا الفساد العظيم الذي نعيشه، فالمواقف الخاطئة للمواطن العادي هي التي استغلها أصحاب السطوة لحصد الثروات المالية وتهريبها تحت شعارات مختلفة.
ما أحوجنا، نحن الليبيين جميعا أن نتوقف عن هذا العبث، وأن نحافظ على ما تبقى من مكاسب مالية، وثروات طبيعية، وخيرات أخرى لم نستطع الاستفادة منها حتى اليوم، وأن نغير سلوكنا تجاه وطننا لان المستقبل قد أصبح مخيفا بالنسبة لنا، فالوطن لا يُنهب يا سادة، الوطن مثل الأم نعود إلى حضنه دائما ولا يمكننا الاستغناء عنه، فلابد لنا من حضن دافئ يضمنا، نبنيه بسواعدنا، نستخدم كل موارده لصالح تطويره وتقدمه، وسعادة الإنسان الليبي الذي ليس لديه مكان غيره.